نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 691
(1) فكانوا على عهد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )حتى توفّى، و أبى بكر، و صدر من خلافة عمر، و كان يبعث عبد اللّه بن رواحة يخرص عليهم النخل، فكان يخرصها فإذا خرص قال: إن شئتم فلكم و تضمنون نصف ما خرصت، و إن شئتم فلنا و نضمن لكم ما خرصت. و إنه خرص عليهم أربعين ألف وسق، فجمعوا له حليّا من حلىّ نسائهم فقالوا: هذا لك، و تجاوز فى القسم.
فقال: يا معشر اليهود، و اللّه إنكم لمن أبغض خلق اللّه إلىّ، و ما ذاك يحملني أن أحيف عليكم. قالوا: بهذا قامت السموات و الأرض! فكان عبد اللّه بن رواحة يخرص عليهم، فلمّا قتل يوم مؤتة بعث رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )أبا الهيثم بن التّيّهان يخرص عليهم، و يقال: جبّار بن صخر، فكان يصنع بهم مثل ما كان يصنع عبد اللّه بن رواحة، و يقال: الذي خرص بعد ابن رواحة عليهم فروة بن عمرو.
قالوا: و جعل المسلمون يقعون فى حرثهم و بقلهم بعد المساقاة و بعد أن صار ليهود نصفه، فشكت اليهود ذلك إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فدعا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )خالد بن الوليد، و يقال: عبد الرحمن بن عوف، فنادى: إنّ الصلاة جامعة، و لا يدخل الجنّة إلّا مسلم. فاجتمع الناس، فقام رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: إنّ اليهود شكوا إلىّ أنكم وقعتم فى حظائرهم، و قد أمّنّاهم على دمائهم و على أموالهم و الذي فى أيديهم من أراضيهم، و عاملناهم، و إنه لا تحلّ أموال المعاهدين إلّا بحقّها. و كان المسلمون لا يأخذون من بقولهم شيئا إلّا بثمن، فربّما قال اليهودىّ للمسلم: أنا أعطيكه باطلا [1]! فيأبى المسلم إلّا بثمن.
قال ابن واقد: و قد اختلف علينا فى الكتيبة، فقال قائل: كانت