نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 503
(1) فلعلنا أن نصيب منه غرّة. قالوا: نفسد سبتنا، و قد عرفت ما أصابنا فيه؟ قال حيىّ: قد دعوتك إلى هذا و قريش و غطفان حضور فأبيت أن نكسر السبت، فإن أطاعتنى اليهود فعلوا. فصاحت اليهود: لا نكسر السبت. قال نبّاش بن قيس: و كيف نصيب منهم غرّة و أنت ترى أنّ أمرهم كلّ يوم يشتدّ. كانوا أوّل ما يحاصروننا إنما يقاتلون بالنهار و يرجعون الليل، فكان هذا لك قولا «لو بيّتناهم». فهم الآن يبيّتون الليل و يظلّون النهار، فأىّ غرّة نصيب منهم؟ هي ملحمة و بلاء كتب علينا. فاختلفوا و سقط فى أيديهم، و ندموا على ما صنعوا، و رقّوا على النساء و الصبيان، و ذلك أنّ النساء [و الصبيان] لمّا رأوا ضعف أنفسهم هلكوا، فبكى النساء و الصبيان، فرقّوا عليهم.
فحدّثنى صالح بن جعفر، عن محمّد بن عقبة، عن ثعلبة بن أبى مالك، قال: قال ثعلبة و أسيد ابنا سعيّة [1]، و أسد بن عبيد عمّهم [2]:
يا معشر بنى قريظة، و اللّه إنكم لتعلمون أنه رسول اللّه و أنّ صفته عندنا، حدّثنا بها علماؤنا و علماء بنى النّضير. هذا أوّلهم- يعنى حيىّ بن أخطب- مع جبير بن الهيّبان [3] أصدق الناس عندنا، هو خبّرنا بصفته عند موته.
قالوا: لا نفارق التوراة! فلمّا رأى هؤلاء النفر إباءهم، نزلوا فى الليلة التي فى صبحها نزلت قريظة، فأسلموا فأمنوا على أنفسهم و أهلهم و أموالهم.
فحدّثنى الضّحّاك بن عثمان، عن محمّد بن يحيى بن حبّان، قال عمرو بن سعدى، و هو رجل منهم: يا معشر اليهود، إنكم قد حالفتم محمّدا على ما حالفتموه عليه، ألّا تنصروا عليه أحدا من عدوّه، و أن تنصروه
[1] فى الأصل: «شعية»، و ما أثبتناه من ب، و من ابن عبد البر. (الاستيعاب، ص 96).