نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 481
(1) يا رسول اللّه أقول فأذن لى. قال: قل ما بدا لك فأنت فى حلّ.
قال:
فذهبت حتى جئت بنى قريظة، فلمّا رأونى رحّبوا و أكرموا و حيّوا و عرضوا علىّ الطعام و الشراب، فقلت: إنى لم آت لشيء من هذا، إنما جئتكم نصبا بأمركم، و تخوّفا عليكم، لأشير عليكم برأى، و قد عرفتم ودّى إياكم و خاصّة ما بيني و بينكم. فقالوا: قد عرفنا ذلك و أنت عندنا على ما تحبّ من الصّدق و البرّ. قال: فاكتموا عنّى. قالوا: نفعل. قال: إنّ أمر هذا الرجل بلاء- يعنى النبىّ صلّى اللّه عليه و سلّم- صنع ما قد رأيتم ببني قينقاع و بنى النّضير، و أجلاهم عن بلادهم بعد قبض الأموال. و كان ابن أبى الحقيق قد سار فينا فاجتمعنا معه لنصركم، و أرى الأمر قد تطاول كما ترون، و إنكم و اللّه، ما أنتم و قريش و غطفان من محمّد بمنزلة واحدة، أمّا قريش و غطفان فهم قوم جاءوا سيّارة حتى نزلوا حيث رأيتم، فإن وجدوا فرصة انتهزوها، و إن كانت الحرب، أو أصابهم ما يكرهون انشمروا إلى بلادهم.
و أنتم لا تقدرون على ذلك، البلد بلدكم فيه أموالكم و أبناؤكم و نساؤكم، و قد غلظ عليهم جانب محمّد، أجلبوا عليه أمس إلى الليل، فقتل رأسهم عمرو بن عبد، و هربوا منه [1]، مجرّحين و هم لا غناء [2] بهم عنكم، لما تعرفون عندكم. فلا تقاتلوا مع قريش و لا غطفان حتى تأخذوا منهم رهنا من أشرافهم تستوثقون به منهم ألّا يناجزوا محمّدا. قالوا: أشرت بالرأى علينا و النّصح. و دعوا له و تشكّروا، و قالوا: نحن فاعلون. قال:
و لكن اكتموا عنّى. قالوا: نعم، نفعل. ثم خرج إلى أبى سفيان بن حرب فى رجال من قريش فقال: يا أبا سفيان، قد جئتك بنصيحة فاكتم عنّى. قال: أفعل. قال: تعلم أنّ قريظة قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم