نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 98
(1)
( صلّى اللّه عليه و سلم )فقالوا: هو ذاك فى ظلّ المسجد مع ملإ من أصحابه.
فأتيته، و أنا لا أعرفه من بينهم، فسلّمت فقال: يا قباث بن أشيم، أنت القائل يوم بدر «ما رأيت مثل هذا الأمر فرّ منه إلّا النساء»؟ قلت:
أشهد أنّك رسول اللّه، و أنّ هذا الأمر ما خرج منّى إلى أحد قطّ، و ما ترمرمت [1] به إلّا شيئا حدّثت به نفسي، فلو لا أنّك نبىّ ما أطلعك اللّه عليه، هلمّ حتى أبايعك. فعرض علىّ الإسلام فأسلمت.
قالوا: فلمّا تصافّ المسلمون و المشركون، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: من قتل قتيلا فله كذا و كذا، و من أسر أسيرا فله كذا و كذا.
فلمّا انهزموا كان الناس ثلاث فرق، فرقة قامت عند خيمة النبىّ صلّى اللّه عليه و سلّم- و أبو بكر رضى اللّه عنه معه فى الخيمة- و فرقة أغارت على النهب، و فرقة طلبت العدوّ فأسروا و غنموا. فتكلّم سعد بن معاذ، و كان ممّن أقام على خيمة النبىّ صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال: يا رسول اللّه، ما منعنا أن نطلب العدوّ زهادة فى الأجر، و لا جبن عن العدوّ و لكنّا خفنا أن يعرى موضعك فتميل عليك خيل من خيل المشركين و رجال من رجالهم، و قد أقام عند خيمتك وجوه الناس من المهاجرين و الأنصار، و لم يشذّ أحد منهم، و الناس يا رسول اللّه كثير، و متى تعط هؤلاء لا يبق لأصحابك شيء، و الأسرى و القتلى كثير و الغنيمة قليلة. فاختلفوا، فأنزل اللّه عزّ و جلّ: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَ الرَّسُولِ[2]، فرجع الناس و ليس لهم من الغنيمة شيء. ثم أنزل اللّه عزّ و جلّ: وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ[3]، فقسمه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )بينهم.