نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 83
(1) فناداني: يا عبد عمرو. فأبيت أن أجيبه، فنادى: يا عبد الإله. فأجبته، فقال: أما لكم حاجة فى اللّبن [1]؟ نحن خير لك من أدراعك هذه. فقلت:
امضيا! فجعلت أسوقهما أمامى. و قد رأى أميّة أنه قد أمن بعض الأمن، فقال لى أمية: رأيت رجلا فيكم اليوم معلما، فى صدره ريشة نعامة، من هو؟ قلت: حمزة بن عبد المطلب. فقال: ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل.
ثم قال: فمن رجل دحداح قصير، معلم بعصابة حمراء؟ قال، قلت:
ذاك رجل من الأنصار يقال له سماك بن خرشة [2]. فقال: و بذاك أيضا يا عبد الإله صرنا اليوم جزرا لكم! قال: فبينا هو معنى أزجيه أمامى، و معه ابنه، إذ بصر به بلال و هو يعجن عجينا له، [فترك العجين] [3] و جعل يفتل يديه من العجين فتلا ذريعا، و هو ينادى: يا معشر الأنصار، أميّة بن خلف رأس الكفر، لا نجوت إن نجا! قال عبد الرحمن: فأقبلوا كأنهم عوذ [4] حنّت إلى أولادها، حتى طرح اميّة على ظهره، و اضطجعت عليه، و أقبل الحباب بن المنذر فأدخل سيفه فاقتطع أرنبة أنفه، فلمّا فقد أميّة أنفه قال: إيه عنك! أى خلّ بيني و بينهم. قال عبد الرحمن:
فذكرت قول حسّان* أو عن ذلك الأنف جادع* و أقبل إليه خبيب بن يساف فضربه حتى قتله، و قد ضرب أميّة خبيب بن يساف حتى قطع يده من المنكب، فأعادها النبىّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم [5] فالتحمت و استوت، فتزوّج خبيب بعد ذلك ابنة اميّة بن خلف، فرأت تلك الضربة فقالت:
[1] قال ابن هشام: يريد باللبن أن من أسرنى افتديت منه بإبل كثيرة اللبن. (السيرة النبوية، ج 2، ص 284).