(1) من القوم: أنا يا رسول اللّه عدى. قال: و ما ذا؟ قال: ابن فلان. قال:

لست أنت عديّا! فقال عدىّ بن أبى الزّغباء: أنا يا رسول اللّه عدىّ. قال:

و ما ذا؟ قال: و السحل أمشى بها مشى الفحل. قال النبىّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: و ما السحل؟ قال: الدرع. قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

نعم العدىّ، عدىّ بن أبى الزغباء! و كان عقبة بن أبى معيط بمكة، و النبىّ صلى اللّه عليه و آله و سلّم مهاجر بالمدينة، فكان يقول [1]:

يا راكب الناقة القصواء هاجرنا * * * عمّا قليل تراني راكب الفرس‌

أعل رمحي فيكم ثمّ أنهله‌ * * * و السيف يأخذ منكم كلّ ملتبس‌

أنشدنيها ابن أبى الزّناد. فقال النبىّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و بلغه قوله:

اللّهمّ أكبّه لمنخره و اصرعه!

قال: فجمح به فرسه يوم بدر، فأخذه عبد اللّه بن سلمة العجلانيّ، فأمر به النبىّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عاصم بن ثابت بن أبى الأقلح [2]، فضرب عنقه صبرا.

و كان عبد الرحمن بن عوف يقول: إنّى لأجمع أدراعا لى يوم بدر بعد أن ولى الناس، فإذا أمية بن خلف و كان لى صديقا فى الجاهليّة، و كان اسمى عبد عمرو فلمّا جاء الإسلام سمّيت عبد الرحمن، فكان يلقاني فيقول: يا عبد عمرو، فلا أجيبه. فيقول: إنى لا أقول لك عبد الرحمن، إنّ مسيلمة باليمامة يتسمّى بالرحمن فأنا لا أدعوك إليه. فكان يدعوني عبد الإله، فلمّا كان يوم بدر رأيته على [3] جمل أورق، و معه ابنه علىّ،

[1] فى ت: «كان يقول بمكة».

[2] فى الأصل: «الأفلح»، و ما أثبتناه عن سائر النسخ، و البلاذري. (أنساب الأشراف، ج 1، ص 54).

[3] هكذا فى الأصل. و فى ب، ت: «رأيته كأنه جمل أورق»، و فى ح: «كأنه جمل يساق».