نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 76
(1) عليه و سلّم: إنّ الملائكة قد سوّمت فسوّموا. فأعلموا بالصوف فى مغافرهم و قلانسهم.
أخبرنا الواقدىّ قال: و حدّثنى موسى بن محمّد، عن أبيه، قال:
كان أربعة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم يعلمون فى الزّحوف:
حمزة بن عبد المطلب معلم يوم بدر بريشة نعامة، و كان علىّ (عليه السلام) معلما بصوفة بيضاء، و كان الزّبير معلما بعصابة صفراء. و كان الزّبير يحدّث: إنّ الملائكة نزلت يوم بدر على خيل بلق، عليها عمائم صفر.
فكان على الزّبير يومئذ عصابة صفراء، و كان أبو دجانة يعلم بعصابة حمراء.
حدّثنا الواقدىّ قال: حدّثنى عبد اللّه بن موسى بن أميّة بن عبد اللّه ابن أبى أمية، عن مصعب بن عبد اللّه، عن مولى لسهيل، قال: سمعت سهيل بن عمرو يقول: لقد رأيت يوم بدر رجالا بيضا على خيل بلق بين السماء و الأرض، معلمين، يقتلون و يأسرون. و كان أبو أسيد الساعدي يحدّث بعد أن ذهب بصره قال: لو كنت معكم الآن ببدر و معى بصرى لأريتكم الشّعب- و هو الملص [1]- الذي خرجت منه الملائكة، لا أشكّ فيه و لا أمترى. فكان يحدّث عن رجل من بنى غفار حدّثه، قال: أقبلت و ابن عمّ لى يوم بدر حتى صعدنا على جبل، و نحن مشركان، و نحن على إحدى عجمتى بدر- العجمة الشاميّة، العجمة من رمل- ننتظر الوقعة على من تكون الدائرة [2] فننتهب مع من ينتهب، إذ رأيت سحابة دنت منا، فسمعت فيها حمحمة الخيل و قعقعة اللّجم و الحديد، و سمعت قائلا يقول:
[1] ملص بفتح أوله و إسكان ثانية: موضع بعينه، أنشد أبو حنيفة ...
فما زال يسقى بطن ملص و عرعرا* و أرضهما حتى اطمأن جسيمها (لسان العرب، ج 7، ص 95).