نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 68
(1) السيوف حتى يغشونا.
قالوا: فلمّا تزاحف الناس قال الأسود بن عبد الأسد المخزومىّ حين دنا من الحوض: أعاهد اللّه لأشربنّ من حوضهم، أو لأهدمنّه، أو لأموتنّ دونه. فشدّ الأسود بن عبد الأسد حتى دنا من الحوض، فاستقبله حمزة ابن عبد المطلّب، فضربه فأطنّ [1] قدمه، فزحف الأسود حتى وقع فى الحوض فهدمه برجله الصحيحة، و شرب منه، و أتبعه حمزة فضربه فى الحوض فقتله.
و المشركون ينظرون على صفوفهم و هم يرون أنّهم ظاهرون، فدنا الناس بعضهم من بعض، فخرج عتبة و شيبة و الوليد حتى فصلوا من الصفّ، ثم دعوا إلى المبارزة، فخرج إليهم فتيان ثلاثة من الأنصار، و هم بنو عفراء:
معاذ و معوّذ و عوف، بدو الحارث- و يقال ثالثهم عبد اللّه بن رواحة، و الثبت عندنا أنّهم بنو عفراء- فاستحيى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )من ذلك، و كره أن يكون أوّل قتال لقى المسلمون فيه المشركين فى الأنصار، و أحب أن تكون الشّوكة لبنى عمّه و قومه، فأمرهم فرجعوا إلى مصافّهم، و قال لهم خيرا. ثم
نادى منادى المشركين: يا محمّد، أخرج لنا الأكفاء من قومنا. فقال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: يا بنى هاشم، قوموا فقاتلوا بحقّكم الذي بعث اللّه به نبيّكم، إذ جاءوا بباطلهم ليطفئوا نور اللّه.
فقام حمزة بن عبد المطّلب، و علىّ بن أبى طالب، و عبيدة بن الحارث ابن المطّلب بن عبد مناف، فمشوا إليهم، فقال عتبة: تكلّموا نعرفكم- و كان عليهم البيض فأنكروهم- فإن كنتم أكفاء قاتلناكم. فقال حمزة:
أنا حمزة بن عبد المطّلب، أسد اللّه و أسد رسوله. قال عتبة: كفء كريم. ثم قال عتبة: و أنا أسد الحلفاء، و من هذان معك؟ قال: علىّ