نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 46
(1)
و مضى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان صبيحة أربع عشرة من شهر رمضان بعرق الظّبية، فجاء أعرابىّ قد أقبل من تهامة، فقال له أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: هل لك علم بأبى سفيان بن حرب؟
قال: ما لي بأبى سفيان علم. قالوا: تعال، سلّم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم. قال: و فيكم رسول اللّه؟ قالوا: نعم. قال: فأيّكم رسول اللّه؟
قالوا: هذا. قال: أنت رسول اللّه؟ قال: نعم. قال الأعرابى: فما فى بطن ناقتي هذه إن كنت صادقا؟ قال سلمة بن سلامة بن وقش: نكحتها فهي حبلى منك! فكره رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )مقالته، و أعرض عنه.
ثم سار رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )حتى أتى الرّوحاء ليلة الأربعاء للنصف من شهر رمضان، فصلّى عند بئر الرّوحاء.
حدّثنى محمّد بن شجاع الثّلجى قال: حدثنا محمد بن عمر الواقدىّ قال: فحدّثنى عبد الملك بن عبد العزيز، عن أبان بن صالح، عن سعيد بن المسيّب أنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )لمّا رفع رأسه من الركعة الأخيرة من وتره لعن الكفرة و قال: اللّهمّ لا تفلتنّ أبا جهل فرعون هذه الأمّة، اللّهمّ لا تفلتن زمعة بن الأسود، اللّهم و أسخن عين أبى زمعة بزمعة، اللّهمّ أعم بصر أبى زمعة، اللّهمّ لا تفلتنّ سهيلا، اللّهمّ أنج سلمة ابن هشام و عيّاش بن أبى ربيعة و المستضعفين من المؤمنين! و الوليد بن الوليد لم يدع له يومئذ، أسر ببدر و لكنّه لما رجع من مكّة بعد بدر أسلم، فأراد أن يخرج إلى المدينة فحبس، فدعا له النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )بعد ذلك.
و
قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )لأصحابه بالرّوحاء: هذه سجاسج [1]
____________
[1] السجسج: الهواء الذي لا حر فيه و لا برد. (وفاء الوفا، ج 2، ص 321). و قال السهيلي:
سميت سجسجا لأنها بين جبلين، و كل شيء بين شيئين فهو سجسج. (الروض الأنف، ج 2، ص 63).
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 46