نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 410
(1) ابن أبى جهم، قال: أمر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )بالأسرى فكتفوا و جعلوا ناحية، و استعمل عليهم بريدة بن الحصيب [1]. و أمر بما وجد فى رحالهم من رثّة [المتاع] [2] و السلاح فجمع، و عمد إلى النّعم و الشاء فسيق. و استعمل عليهم شقران مولاه، و جمع الذّرّيّة ناحية، و استعمل على المقسم- مقسم الخمس- و سهمان المسلمين محمية بن جزء الزّبيدىّ، فأخرج رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )الخمس من جميع المغنم، فكان يليه محمية بن جزء الزّبيدى.
و حدّثنى محمّد بن عبد اللّه، عن الزّهرىّ، عن عروة بن الزبير، و عبد اللّه بن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، قالا: جعل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )على خمس المسلمين محمية بن جزء الزبيدىّ. قالا: و كان يجمع الأخماس و كانت الصدقات على حدتها، أهل الفيء بمعزل عن الصدقة، و أهل الصدقة بمعزل عن الفيء، و كان يعطى من الصدقة اليتيم و المسكين و الضعيف. فإذا احتلم اليتيم نقل إلى الفيء و أخرج من الصدقة، و وجب عليه الجهاد، فإن كره الجهاد و أباه لم يعط من الصدقة شيئا، و خلّوا بينه و بين أن يكسب لنفسه. و كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )لا يمنع سائلا، فأتاه رجلان يسألانه من الخمس فقال: إن شئتما أعطيتكما منه، و لا حظّ فيها لغنىّ و لا لقوىّ مكتسب.
قالوا: فاقتسم السّبى و فرّق، فصار فى أيدى الرجال، و قسمت الرّثّة و قسم النّعم و الشاء، و عدلت الجزور بعشر من الغنم و بيعت الرّثّة فيمن يريد، و أسهم للفرس سهمان و لصاحبه سهم، و للراجل سهم. و كانت الإبل ألفى بعير و خمسة آلاف شاة، و كان السّبى مائتي أهل بيت. فصارت جويرية بنت الحارث فى سهم ثابت بن قيس و ابن عمّ
[1] فى الأصل: «بريدة بن الحصيب» بالحاء المعجمة، و التصحيح عن ب، و عن ابن سعد.