(1) له، فكاتبها على تسع أواق ذهب.

فحدّثنى عبد اللّه بن يزيد بن قسيط، عن أبيه، عن ثوبان، عن عائشة رضى اللّه عنها، قالت: كانت جويرية جارية حلوة، لا يكاد يراها أحد إلّا ذهبت بنفسه، فبينا النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )عندي و نحن على الماء إذ دخلت عليه جويرية تسأله فى كتابتها. قالت عائشة: فو اللّه ما هو إلّا أن رأيتها فكرهت دخولها على النبىّ صلّى اللّه عليه و سلّم، و عرفت أنه سيرى منها مثل الذي رأيت، فقالت: يا رسول اللّه، إنى امرأة مسلمة أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أنك رسول اللّه، و أنا جويرية بنت الحارث ابن أبى ضرار سيّد قومه، أصابنا من الأمر ما قد علمت، و وقعت فى سهم ثابت بن قيس بن شمّاس و ابن عمّ له، فتخلّصنى من ابن عمّه بنخلات له بالمدينة، فكاتبني ثابت على ما لا طاقة لى به و لا يدان، و ما أكرهنى على ذلك إلّا أنى رجوتك صلّى اللّه عليك فأعنّى فى مكاتبى! فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: أو خير من ذلك؟ فقالت: ما هو يا رسول اللّه؟ قال:

أؤدى عنك كتابتك و أتزوجك.

قالت: نعم يا رسول اللّه، قد فعلت! فأرسل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )إلى ثابت فطلبها منه، فقال ثابت:

هي لك يا رسول اللّه بأبى و أمّى. فأدّى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )ما كان عليها من كتابتها، و أعتقها و تزوّجها. و خرج الخبر إلى الناس، و رجال بنى المصطلق قد اقتسموا و ملكوا و وطئ نساؤهم، فقالوا: أصهار النبىّ صلّى اللّه عليه و سلّم! فأعتقوا ما بأيديهم من ذلك السّبى. قالت عائشة رضى اللّه عنها: فأعتق مائة أهل بيت بتزويج رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )إيّاها، فلا أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها.

فحدّثنى حزام بن هشام، عن أبيه، قال: قالت جويرية: رأيت‌