responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي    جلد : 1  صفحه : 367

(1) قال: أنشدكم بالتوراة التي أنزل اللّه على موسى، هل تعلمون أنى جئتكم قبل أن يبعث محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، و بينكم التوراة، فقلتم لى فى مجلسكم هذا: يا ابن مسلمة، إن شئت أن نغديك غدّيناك، و إن شئت أن نهوّدك هوّدناك. فقلت لكم: غدّونى و لا تهوّدونى، فإنى و اللّه لا أتهود أبدا! فغديتمونى فى صحفة لكم، و اللّه لكأنى أنظر إليها كأنها جزعة [1]، فقلتم لى:

ما يمنعك من ديننا إلّا أنه دين يهود. كأنك تريد الحنيفيّة التي سمعت بها، أما إن أبا عامر قد سخطها و ليس عليها، أتاكم صاحبها الضّحوك القتّال، فى عينيه حمرة، يأتى من قبل اليمن، يركب البعير و يلبس الشّملة، و يجتزئ بالكسرة، سيفه على عاتقه، ليست معه آية، هو ينطق بالحكمة، كأنه وشيجتكم [2] هذه، و اللّه ليكوننّ بقريتكم هذه سلب و قتل و مثل! قالوا: اللّهمّ نعم، قد قلناه لك و لكن ليس به. قال: قد فرغت،

إن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )أرسلنى إليكم يقول لكم: قد نقضتم العهد الذي جعلت لكم بما هممتم به من الغدر بى! و أخبرهم بما كانوا ارتأوا من الرأى و ظهور عمرو بن جحاش على البيت يطرح الصخرة، فأسكتوا فلم يقولوا حرفا. و يقول: اخرجوا من بلدي، فقد أجّلتكم عشرا فمن رئي بعد ذلك ضربت عنقه!

قالوا: يا محمّد، ما كنّا نرى أن يأتى بهذا رجل عن الأوس. قال محمّد: تغيّرت القلوب. فمكثوا على ذلك أيّاما يتجهّزون و أرسلوا إلى ظهر لهم بذي المجدر [3] تجلب، و تكاروا من ناس من أشجع‌


[1] الجزعة: الحرزة. (القاموس المحيط، ج 3، ص 13).

[2] كلمة غامضة شكلها فى الأصل: «وسيحيكم»، و فى ب، ت: «وسيختكم».

و لعل ما أثبتناه أقرب الاحتمالات، و الوشيجة: الرحم المشتبكة (تاج العروس، ج 2، ص 111). و لعل أراد بها جماعة اليهود المتواشجة أو أصلها. قال زهير بن أبى سلمى: و هل ينبت الخطى إلا وشيجه* و تغرس إلا فى منابتها النخل.

(ديوانه، ص 115).

[3] فى ت: «بذي الحدر»، و ما أثبتناه من سائر النسخ، و هو مسرح على ستة أميال من المدينة بناحية قباء كما قال السمهودي. (وفاء الوفا، ج 2، ص 279).

نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي    جلد : 1  صفحه : 367
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست