نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 365
(1) فأطرح عليه صخرة. قال سلام بن مشكم: يا قوم، أطيعونى هذه المرة و خالفوني الدهر! و اللّه إن فعلتم ليخبرنّ بأنّا قد غدرنا به، و إنّ هذا نقض العهد الذي بيننا و بينه، فلا تفعلوا! ألا فو اللّه لو فعلتم الذي تريدون ليقومن بهذا الدين منهم قائم إلى يوم القيامة، يستأصل اليهود و يظهر دينه! و قد هيأ [1] الصخرة ليرسلها على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )و يحدرها، فلمّا أشرف بها جاء رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )الخبر من السماء بما همّوا به، فنهض رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )سريعا كأنه يريد حاجة، و توجّه إلى المدينة و جلس أصحابه يتحدّثون و هم يظنون أنه قام يقضى حاجة، فلمّا يئسوا من ذلك قال أبو بكر رضى اللّه عنه: ما مقامنا ها هنا بشيء، لقد وجّه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )لأمر. فقاموا، فقال حيىّ: عجل أبو القاسم! قد كنا نريد أن نقضي حاجته و نغديه. و ندمت اليهود على ما صنعوا، فقال لهم كنانة بن صويراء [2]: هل تدرون لم قام محمد؟ قالوا: لا و اللّه، ما ندري و ما تدرى أنت! قال: بلى و التوراة، إنى لأدرى، قد أخبر محمّد ما هممتم به من الغدر، فلا تخدعوا أنفسكم، و اللّه إنه لرسول اللّه، و ما قام إلا أنه أخبر بما هممتم به. و إنه لآخر الأنبياء، كنتم تطمعون أن يكون من بنى هارون فجعله اللّه حيث شاء. و إنّ كتبنا و الذي درسنا فى التوراة التي لم غير و لم تبدّل أنّ مولده بمكّة و دار هجرته يثرب، و صفته بعينها ما تخالف حرفا ممّا فى كتابنا، و ما يأتيكم [به] أولى من محاربته إيّاكم، و لكأنى أنظر إليكم ظاعنين، يتضاغى [3] صبيانكم، قد تركتم دوركم خلوفا