نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 127
(1) بالوحي و بما يأتيك من السماء. و إنّ هذا الحديث كان بيني و بين صفوان كما قلت، فلم يطّلع عليه غيرى و غيره، و قد أمرته أن يكتم عنى ليالي مسيري فأطلعك اللّه عليه، فآمنت باللّه و رسوله، و شهدت أنّ ما جئت به حقّ، الحمد للّه الذي ساقني هذا المساق! و فرح المسلمون حين هداه اللّه، و قال عمر بن الخطّاب رضى اللّه عنه: لخنزير كان أحبّ إلىّ منه حين طلع، و هو الساعة أحبّ إلىّ من بعض ولدي. فقال النبىّ صلّى اللّه عليه و سلّم:
علّموا أخاكم القرآن و أطلقوا له أسيره.
فقال عمير: يا رسول اللّه، إنى كنت جاهدا على إطفاء نور اللّه، فله الحمد أن هداني، فائذن لى فألحق قريشا فأدعوهم إلى اللّه و إلى الإسلام، فلعلّ اللّه يهديهم و يستنقذهم من الهلكة.
فأذن له فخرج فلحق بمكّة، فكان صفوان يسأل عن عمير كلّ راكب يقدم من المدينة و يقول: هل حدث بالمدينة من حدث؟ و يقول لقريش:
أبشروا بوقعة تنسيكم وقعة بدر. فقدم رجل من المدينة، فسأله صفوان عن عمير فقال: أسلم. فلعنه صفوان و لعنه المشركون بمكّة و قالوا: صبأ عمير! فحلف صفوان ألّا يكلّمه أبدا و لا ينفعه، و طرح عياله. و قدم عمير عليهم على تلك الحال، فدعاهم إلى الإسلام و خبّرهم بصدق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فأسلم معه بشر كثير.
فحدّثنى محمّد بن أبى حميد، عن عبد اللّه بن عمرو بن أميّة، قال:
لمّا قدم عمير بن وهب نزل فى أهله و لم يقرب صفوان بن أميّة، فأظهر الإسلام و دعا إليه، فبلغ صفوان فقال: قد عرفت حين لم يبدأ بى قبل منزله، و إنما رحل من عندي، أنّه قد [1] ارتكس، و لا أكلّمه من رأسى أبدا، و لا أنفعه و لا عياله بنافعة أبدا. فوقف عليه عمير، و هو فى