نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 126
(1) ففزع عمر منه و قال لأصحابه: دونكم الكلب! هذا عدوّ اللّه الذي حرّش بيننا يوم بدر، و حزرنا للقوم، و صعّد فينا و صوّب، يخبر قريشا أنه لا عدد لنا و لا كمين. فقاموا إليه فأخذوه،
فانطلق عمر رضى اللّه عنه إلى النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )فقال: يا رسول اللّه، هذا عمير بن وهب، قد دخل المسجد و معه السلاح، و هو الغادر الخبيث الذي لا نأمنه على شيء، فقال النبىّ صلّى اللّه عليه و سلّم: أدخله علىّ! فخرج عمر فأخذ بخمالة سيفه فقبض بيده عليها، و أخذ بيده الأخرى قائمة السيف، ثم أدخله على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم. فلمّا رآه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )قال:
يا عمر، تأخّر عنه! فلمّا دنا عمير من النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )قال: أنعم صباحا! قال النبىّ صلّى اللّه عليه و سلّم: قد أكرمنا اللّه عن تحيّتك و جعل تحيّتنا «السلام»، و هي تحيّة أهل الجنّة. قال عمير: إنّ عهدك بها لحديث. قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: قد أبدلنا اللّه بها خيرا منها، فما أقدمك يا عمير؟ قال: قدمت فى أسيرى عندكم تقاربوننا فيه، فإنّكم العشيرة و الأهل. قال النبىّ صلّى اللّه عليه و سلّم: فما بال السيف؟
قال: قبّحها اللّه من سيوف، و هل أغنت من شيء؟ و إنما نسيته حين نزلت و هو فى رقبتي، و لعمري إنّ لى لهمّا غيره! فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: اصدق، ما أقدمك؟ قال: ما قدمت إلّا فى أسيرى. قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: فما شرطت لصفوان بن أميّة فى الحجر؟
ففزع عمير فقال: ما ذا شرطت له؟ قال: تحمّلت له بقتلى على أن يقضى دينك و يعول عيالك، و اللّه حائل بيني و بينك [1]. قال عمير: أشهد أنك رسول اللّه و أنك صادق، و أشهد أن لا إله إلّا اللّه! كنّا يا رسول اللّه نكذّبك