responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي    جلد : 1  صفحه : 123

(1) ولده، كان يحبّ أن يبكى على ولده، و تأبى ذلك عليه قريش، فكان يقول لغلامه بين اليومين: احمل معى خمرا و اسلك بى الفجّ الذي سلك أبو حكيمة. فيأتى به على الطريق عند فجّ، فيجلس فيسقيه حتى ينتشى، ثم يبكى على أبى حكيمة و إخوته، ثم يحثى التراب على رأسه و يقول لغلامه:

ويحك! اكتم علىّ أن تعلم بى قريش، فإنّى أراها لم تجمع البكاء على قتلاها.

فحدّثنى مصعب بن ثابت، عن عيسى بن معمر، عن عبّاد بن عبد اللّه بن الزّبير، عن عائشة، قالت: قالت قريش حين رجعوا إلى مكّة و قتل أهل بدر: لا تبكوا على قتلاكم فيبلغ محمّدا و أصحابه فيشمتوا بكم، و لا تبعثوا فى أسراكم فيأرب [1] بكم القوم، ألا فأمسكوا عن البكاء! قالت: و كان الأسود بن المطّلب أصيب له ثلاثة من ولده- زمعة، و عقيل، و الحارث بن زمعة- فكان يحبّ أن يبكى على قتلاه. فبينا هو كذلك إذ سمع نائحة من الليل، فقال لغلامه و قد ذهب بصره، هل بكت قريش على قتلاها؟ لعلىّ أبكى على أبى حكيمة- يعنى زمعة- فإنّ جوفي قد احترق! فذهب الغلام و رجع إليه فقال: إنما هي امرأة تبكى على بعيرها قد أضلّته. فذلك حين يقول:

تبكّى أن يضلّ لها بعير * * * و يمنعها من النوم السّهود

فلا تبكى على بكر و لكن‌ * * * على بدر تصاغرت الخدود [2]

فبكّى إن بكيت على عقيل‌ * * * و بكّى حارثا أسد الأسود


[1] فيأرب: فيشتد. (شرح أبى ذر، ص 163). أى يشتدون فى طلب الفداء.

[2] كذا فى الأصل، و ب، ت. و فى البلاذري عن الواقدي: «تصاغرت الجدود». (أنساب الأشراف، ج 1، ص 149). و فى ابن إسحاق: «تقاصرت الجدود». و الجدود: جمع جد [بفتح الجيم‌] و هو هنا السعد و البخت. (شرح أبى ذر، ص 163).

نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست