نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 124
(1)
و بكيّهم و لا تسمى [1] جميعا * * * و ما لأبى حكيمة من نديد [2]
على بدر سراة بنى هصيص * * * و مخزوم و رهط أبى الوليد
ألا قد ساد بعدهم رجال * * * و لولا يوم بدر لم يسودوا
أخبرنى ابن أبى الزّناد قال: سمعت أبى ينشد: تصاغرت الخدود.
و لا ينكر الجدود.
قالوا: و مشى نساء قريش إلى هند بنت عتبة فقأن: ألا تبكين على أبيك و أخيك و عمّك و أهل بيتك؟ فقالت: حلقى [3]، أنا أبكّيهم فيبلغ محمّدا و أصحابه فيشمتوا بنا، و نساء بنى الخزرج! لا و اللّه، حتى أثأر محمّدا و أصحابه، و الدّهن علىّ حرام إن دخل رأسى حتى نغزو محمّدا. و اللّه، لو أعلم أنّ الحزن يذهب من قلبي بكيت، و لكن لا يذهبه إلّا أن أرى ثأرى بعيني من قتله الأحبّة. فمكثت على حالها لا تقرب الدّهن، و ما قربت فراش أبى سفيان من يوم حلفت حتى كانت وقعة أحد.
و بلغ نوفل بن معاوية الدّيلىّ، و هو فى أهله، و قد كان شهد معهم بدرا، أنّ قريشا بكت على قتلاها، فقدم فقال: يا معشر قريش، لقد خفّت أحلامكم، و سفه رأيكم، و أطعتم نساءكم، و مثل قتلاكم يبكى عليهم؟
هم أجلّ من البكاء، مع أنّ ذلك يذهب غيظكم عن عداوة محمّد و أصحابه، فلا ينبغي أن يذهب الغيظ عنكم إلّا أن تدركوا ثأركم من عدوّكم. فسمع أبو سفيان بن حرب كلامه فقال: يا أبا معاوية، غلبت و اللّه! ما ناحت امرأة من بنى عبد شمس على قتيل لها إلى اليوم، و لا بكّاهن شاعر إلّا
[1] لا تسمى: أراد «لا تسأمى» فنقل حركة الهمزة إلى السين ثم حذف الهمزة (شرح أبى ذر، ص 163).