المبحث السادس الاختلاف الأصولي في وقفية اللغات و اصطلاحيتها و أثره في المصطلحات الأصولية [1]

تباين الفكر الأصولي في مبدأ اللغة، و دلالة ألفاظها على معانيها، و قد استقر خلافهم في هذه المسألة على أقوال:

القول الأول- أنها بوضع من اللّه تعالى، و أنها توقيفية، و إليه ذهب أبو الحسن الأشعري‌ [2] و أتباعه، و ابن فورك‌ [3]، و نسبه الأسنوي إلى الجمهور [4].

القول الثاني- أنها اصطلاحية، إذ قد وضعها الناس، و هو لأبي‌

[1] الإحكام في أصول الأحكام، للآمدي (1/ 73) شرح الكوكب المنير، لابن النجار (1/ 285) إرشاد الفحول، للشوكاني (1/ 98) المنخول، للغزالي (ص 131) نيل السول، للولاتي (ص 23/ 24).

[2] هو علي بن إسماعيل بن إسحاق، إمام أهل السنة و الجماعة، من مصنفاته اللمع، و مقالات الإسلاميين، و الأسماء و الصفات، و الرد على المجسمة، و الفصول في الرد على الملحدين، توفي سنة 324 ه (انظر طبقات الشافعية للسبكي 3/ 347، وفيات الأعيان لابن خلكان 2/ 446، و الديباج المذهب لابن فرحون 2/ 94).

[3] هو محمد بن الحسن، أبو بكر الأنصاري الشافعي، فقيه أصولي نحوي متكلم، له تصانيف متعددة، توفي عام 406 ه (انظر طبقات الشافعية للسبكي 4/ 127 و طبقات المفسرين للداودي 2/ 129، و شذرات الذهب لابن العماد 3/ 181).

[4] نهاية السئول، للإسنوي (1/ 23).