و لتلازم الفكر و النظر، فقد رأيت أنه لا يصلح تناول أحدهما دون الآخر، و عليه فالنظر في لغة العرب متردد في إطلاقاته على الانتظار، و رؤية العين، و الرأفة، و الرحمة، و المقابلة، و التفكر، و الاعتبار.
و رغم تعدد مجالات استعماله، إلا أن أغلب إطلاقه على البصري، و على الاعتبار الفكري، و هو المسمى بالنظر في عرف المتكلمين [2]
و أما في الاصطلاح، فقد عرفه القاضي أبو بكر الباقلاني [3] بأنه:
- الأصمعي، و أبي حاتم السجستاني، و أبي الفضل الرياشي، و روى عنه السيرافي، و المرزباني، و أبو الفرج الأصفهاني، انتهت إليه لغة البصريين، كان أشعر العلماء و أعلم الشعراء، من تصانيفه الجمهرة، و الأمالي، و اشتقاق أسماء القبائل، و الملاحن (انظر بغية الوعاة للسيوطي 1/ 76، مراتب النحويين لأبي الطيب اللغوي ص 84).
[2] الإحكام في أصول الأحكام، للآمدي (1/ 28) بيان المختصر، للأصفهاني (1/ 39).
[3] هو محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن قاسم، البصري المالكي الأشعري، الأصولي المتكلم، مقدم الأصوليين، إليه انتهت رئاسة المالكية في وقته، درس عليه القاضي عبد الوهاب الفقه و الأصول و الكلام، و فيه قال: صحبت الأبهري، و تفقهت مع أبي الحسن ابن القصار، و أبي القاسم بن الجلاب، و الذي فتح أفواهنا و جعلنا نتكلم القاضي أبو بكر، من مصنفاته التبصرة و دقائق الحقائق و التمهيد و التقريب، توفي عام 403 ه (انظر ترتيب المدارك للقاضي عياض 7/ 44، الديباج المذهب لابن فرحون 2/ 228).