المسألة السادسة مصطلح‌ الأصل في الأشياء فيما بعد ورود الشرع‌

و هو الأخير من المصطلحات الأصولية الصغرى، و المتنزلة تحت مباحث الحاكم، و الظاهر أنه لا يكلفنا في بيانه كثيرا، إذ المصطلحات المرتبطة به سبق بيانها، و كذلك ما يتعلق بهذا المصطلح الأم في مرحلة ما قبل التشريع.

إلا أن فرقه عن سابقه أن هذه مرحلة تشريع، و الخلاف في هذه المرحلة إنما هو في فقد الأدلة و وجوه الاستدراك على المسألة، و لما كان هذا هو الفرق بينهما لزم أن المناهج الأصولية المعمول بها هناك هي نفسها هنا، إذ كلاهما يلتقيان في فقد التشريع و عدم ورود الشرع، إلا أنه في الأولى عام لم يرد الشرع فيها بجملته، و في الثانية خاص بمسائل خلت من النصوص فقد فيها و عليها الدليل، و إن كان التشريع بعمومه موجودا

[1].

****

[1] التمهيد في تخريج الفروع على الأصول، للإسنوي (ص 487) نهاية السئول، للإسنوي (2/ 352).