نام کتاب : المدخل إلى عذب المنهل في أصول الفقه نویسنده : الشعراني، أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 83
طبيعى تصير بسبب عروض الوجود جزئيا.
قلنا: أولا ذكر أهل المعقول أن الواقع فى أمر الوجود و الماهية بعكس ذلك، و أن الوجود مجعول أولا و الماهيات امور اعتبارية منتزعة من الوجود، و تحقيق ذلك موكول إلى كتب صدر المتألهين. [1] و ثانيا أن هذه المباحث اللفظية لا يرجع فيها إلى تحقيقات أهل النظر، بل المرجع فيها العرف و فهم أهل اللسان و التبادر و أمثال ذلك. و ثالثا قد ذكرنا أن الاعتبارات و الحيثيات المنضمة إلى المعانى إذا فهمت و تبادرت من اللفظ فهى مقومة للمعنى اللغوى و أجزاء حقيقية للمفاهيم، و إن كانت عارضة للماهيات الحقيقية كما قلنا إن معنى المكسور غير معنى المنكسر و لو كان الواقع واحدا و كذلك الأدهم للفرس الأسود فالسواد عرضى للفرس فى الواقع، لكنه ذاتى و جزء لمفهوم الأدهم و مقوم لمعناه، و إن لم يكن مقوما لمفهوم الفرس. و هكذا فى الحرف إذا فهم كون المعنى آليا من اللفظ بالوضع فهذا القيد جزء من الموضوع له، و لا يمكن أن يقال إنه خارج. و معلوم أن غير العالم باللغة العربية لا يفهم من كلمة «من» كون الابتداء آليا و من كلمة «الابتداء» كونه استقلاليا، فهذا بالوضع، و الآلية من مقومات المعنى بحيث، إذا حذف قيد الآلية منه لم يكن ذاك المعنى. و إذا تبيّن أن الحرف وضع للمعنى الآلي، و الآلي لا يمكن أن يلاحظ كليا فالموضوع له للحرف معنى آلى جزئى.