و قال بعض المعاصرين: إن وضع المركب على حدة إما يكون لغرض آخر غير الغرض المترتب على وضع المفردات و هو مفقود وجدانا إذا الغرض حاصل منه فيلزم تحصيل الحاصل، و هو محال، و إما بلا غرض فيلزم اللغوية، و هى قبيحة على الحكيم. انتهى.
و هو بمعزل عن التحقيق، لأن الواضع لم يتبين لنا من هو حتى نحكم بكونه حكيما. ثم إن فى اللغة أشياء لا نعلم الغرض فيها، مثلا ما الغرض فى كون النار مؤنثا و الماء مذكرا؟ و ما الغرض فى وجوب متابعة الصفة موصوفها فى الإفراد و الجمع فى العربية دون الفارسية؟ و ما الغرض فى كون همزة الاستفهام مصدّرة؟ و هكذا غيرها من أنحاء التراكيب و الهيئات.
«في أنّه لا يجب أن يكون لكلّ معنى لفظ»
هذا بديهى لأن المعانى غير متناهية، و اللفظ متناه. و من جملة المعانى مراتب العدد، و هى غير متناهية، و لم يوضع لفظ إلا لمعدود منها.
و كثير من الروائح و الألوان لا اسم لها، و أيضا أصحاب السلوك يشكون من فقدان ألفاظ تدل على واردات خاطرهم و حالاتهم.