أصل إسحاق بن عمار [1]، و لا فى صدق الشيخ إذا روى حديثا عن الكافى أو عن كتب الحسين بن سعيد [2]، بل نقول: نقل مثلهم عن الكتب المعروفة المتداولة ملحق بالمتواتر، و خارج عن حيز أخبار الآحاد، و نبين ذلك إن شاء اللّه فى مبحث الأخبار، لأن نقل حديث فى محضر جماعة عالمين بالواقعة التى جرت العادة بتكذيبهم المخبر لو كان كاذبا يفيد العلم، و هكذا نقل الشيخ حديثا من الكافى مع كثرة نسخه و انتشاره بين العلماء و لم يكذبوا الشيخ فى نقله بل عدوا كتابه معتبرا، فهذا شهادة منهم بصدقه، و لذلك تركوا الكتب السالفة اكتفاء بما فى هذه الكتب الأربعة، لأنهم رأوا أن جميع ما نقل فى الكتب السالفة مجموعة فى هذه موجودة و لذلك لا نحكم بضعف الرواية إذا كان فى سلسلة إسنادها رجل لا يعتمد عليه إن كان الكتاب المروى بواسطته مشهورا كما ذكروا فى أحمد بن هلال العبرتائى أنه ضعيف إلا فيما يرويه عن الحسن بن محبوب فى كتاب المشيخة و عن محمد بن أبى عمير فى نوادره‌ [3]، لأن هذين الكتابين كانا مشهورين‌ [4]، و ما كان يمكن التصحيف فيهما من أحمد بن هلال و غيره، نظير كتاب الكافى فى عصرنا. و مثله فى سهل بن أحمد بن عبد اللّه‌

[1]- قال فى الوسائل 20/ 81: إسحاق بن عمار الساباطى كان فطحيا إلا أنه ثقة و أصله معتمد عليه.

[2]- الحسين بن سعيد و أخوه الحسن لهما كتب حسنة معوّل عليها. راجع الوسائل 20/ 82.

[3]- و قد سمع هذين الكتابين منه جلّة أصحابنا و اعتمدوه فيهما. و فى خلاصة الاقوال ص 202 أيضا هذه العبارة و ليست فيها كلمة «منه»، و بين العبارتين فرق واضح فى المعنى.

[4]- ما جاء فى خلاصة الأقوال دالّ على كونهما مشهورين.