نام کتاب : المدخل إلى عذب المنهل في أصول الفقه نویسنده : الشعراني، أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 198
«فى التحسين و التقبيح»
حسن بعض الأفعال كالعدل، و قبح بعضها كالظلم، يعرفان بالعقل عند المعتزلة. فالعدل حسن بمنزلة قولنا الشمس مضيئة و الأربعة زوج.
و أما عند الأشاعرة فهذه الامور ليست مما يحكم به العقل الساذج، بل إنما يحكم بها الناس لتأدبهم بآداب الشرع، و رسوخ ما تلقوه من الشارع فى نفوسهم، و لو كان أمره بعكس ما هو الآن، مثلا كان حكمه بحسن الزنا و السرقة لصار هذان حسنين، و العادات الحسنة ناشئة من التأدب بأحكام الدين، و ليس فيها شىء يوجب اتصافها بالحسن و القبح ذاتا.
و أما الفلاسفة فمذهبهم أن العقل النظرى لا يحكم فى الأفعال بشىء، و به قال الشيخ فى النهج السادس من منطق الإشارات. [1] و لكن العقل العملى الذى ينظر إلى الأفعال من حيث تأثيرها فى الخير و السعادة فيعترف الحكيم بإدراكه الحسن و القبح الذاتيين. فهم يوافقون الأشاعرة بالنسبة إلى العقل النظرى، و المعتزلة بالنسبة إلى العقل العملى.
و الحق ما ذهب إليه المعتزلة لوجوه نشير إلى بعضها اختصارا:
الأول: العلم الضرورى بذلك، و لذا يحكم بها المنكرون للشرائع أصلا كالبراهمة. [2]
الثانى: لو كان الحسن و القبح بالشرع لم يقبح من اللّه تعالى شىء، إذ لا شارع على الشارع، فلم يكن إظهار المعجزة على يد الكاذب فى دعوى