responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المختصر الكبير في سيرة النبي محمد(ص) نویسنده : عبد العزيز ابن جماعة الكناني    جلد : 1  صفحه : 66

و لما بلغ النبي (صلى اللّه عليه و سلم) خمسا و ثلاثين سنة، و قيل خمسا و عشرين، اجتمعت قريش لبنيان الكعبة [1]، و الّذي حملهم على ذلك أن باب الكعبة كان بالأرض، و كان السيل يدخل من أعلى مكة حتى يدخل البيت، فانصدع، و سرق طيب الكعبة [2]، فخافوا أن ينهدم البيت‌ [3].

و روى أن سبب انهدامها أن امرأة جاءت بمجمرة تجمّر الكعبة، فسقطت منها شرارة فتعلقت بكسوة الكعبة فاحترقت، و لما أجمعوا على هدمها قال بعضهم‌ [4]: لا تدخلوا فى بنائها من كسبكم إلا طيبا ما لم تقطعوا فيه رحما [ص/ 13]. و لم تظلموا فيه أحدا.

فبدأ الوليد بن المغيرة بهدمها، و أخذ المعول، ثم قام عليها يطرح الحجارة و هو يقول:

اللهم لم ترع‌ [5] إنما نريد الخير، فهدم و هدمت قريش. ثم أخذوا فى بنائها، فلما انتهوا إلى حيث يوضع الركن من البيت قالت كل قبيلة: نحن أحق بوضعه. و اختلفوا حتى همّوا بالقتال، و قرّبت بنو عبد الدار جفنة مملوءة دما، ثم تعاقدوا هم و بنو عدىّ على الموت، و أدخلوا أيديهم فى ذلك الدم فى تلك الجفنة، فسمّوا" لعقة الدم" ثم اتفقوا على أن يجعلوا بينهم أول من يدخل من باب بنى شيبة، يقضى بينهم، فكان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أول من دخل من باب بنى شيبة، فلما رأوه قالوا: هذا الأمين، قد رضينا بما يقضى بيننا، ثم أخبروه الخبر، فوضع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) رداءه، و بسطه فى الأرض، ثم‌


[1] انظر خبر بنيان الكعبة فى: السيرة النبوية لابن هشام 1/ 209، و الطبقات الكبرى لابن سعد 1/ 1/ 93، و تاريخ الطبرى 2/ 287- 290، و دلائل النبوة للبيهقى 2/ 43، و الاكتفاء فى مغازى رسول اللّه للكلاعى 1/ 203. و نهاية الأرب للنويرى 16/ 99- 102.

[2] فى الاكتفاء فى مغازى رسول اللّه للكلاعى 1/ 205، و عيون الأثر لابن سيد الناس 1/ 52 و كان رجل يقال له مليح الّذي سرق طيب الكعبة.

[3] انظر نهاية الأرب لشهاب الدين النويرى 16/ 99.

[4] سماه ابن إسحاق فى السيرة النبوية 1/ 175" أبو وهب عامر بن عائذ بن عبد بن عمران بن مخزوم". و سماه ابن هشام فى السيرة النبوية 1/ 210" أبو وهب ابن عمرو بن عائذ بن عبد بن عمران بن مخزوم" و سماه الطبرى فى تاريخه 2/ 289" أبو وهب بن عمرو بن عمران ابن مخزوم".

[5] قال السهيلى فى الروض الأنف 1/ 131:" لم ترع" هى كلمة تقال عند تسكين الروع و التأنيس و البر فى القول.

نام کتاب : المختصر الكبير في سيرة النبي محمد(ص) نویسنده : عبد العزيز ابن جماعة الكناني    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست