و يتضح هذا الأسلوب جليا فى عرض الأخبار و الروايات، متميزا أسلوبه بالسهولة و اليسر، بعيدا عن الصنعة البيانية أو المحسنات المتكلفة أو اللفظ الصعب، متوخيا الدقة و الأمانة فى نقل معانى الأقوال.
ألزم القاضى ابن جماعة نفسه بنقل بعض النصوص بألفاظها فى الحالات و المواقف التى تستحق ذلك كالفوائد الحديثية فى أواخر الأحاديث مثل:
أخرجه البخارى فى صحيحه، أو أخرجه مسلم فى صحيحه [1] أو غير ذلك من الترتيب و ذلك على النحو التالى: و فى صحيح مسلم من حديث عكرمة بن عمار عن سماك الحنفى عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه أنهم كانوا ثلاثمائة و سبعة عشر رجلا" [2]، أى عدد من حضر غزوة بدر.
و فى صحيح البخارى: إن البراء بن عازب قال: استصغرت أنا و ابن عمر يوم بدر" [3].
و من نسقه التعبيرى أيضا، أنه نقل الأحاديث النبوية الشريفة بلفظها، و كذلك بعض العبارات النثرية كأقوال الصحابة رضى اللّه عنهم كما فى قوله: و فى صحيح مسلم من حديث عائشة قالت: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم):" أسرعكن لحوقا بى أطولكن يدا" [4]، و قد أراد بطول اليد الصدقة.
و كقول الصحابى فى صحيح البخارى:" إن البراء بن عازب قال: استصغرت أنا و ابن عمر يوم بدر" [5].
كما التزم أيضا فى نقل أبيات الشعر مثل قول أبى طالب: [6].
و أبيض يستسقى الغمام بوجهه ربيع اليتامى عصمة للأرامل