ابى عبد الله (عليه السّلام) «قال من بلغه شىء من الثواب على شىء من الخبر» [1] الخبر. و منها: ما عن الكافى بسنده الصحيح عنه ما قال «من سمع شيئا من الثواب على شىء» [2] الخبر، و منها: ما عن الكافى «عن محمد بن مروان قال سمعت أبا جعفر يقول من بلغه ثواب من الله على عمل» [3] الخبر.
و اما ما ذكره: من ان المناسب حينئذ مكان له اجر ذلك له ذلك، ففيه ورد بعض الاخبار ايضا حاويا لما جعله غير المناسب، ففى خبر العنوان البصري المتقدم قال من بلغه شيء من الثواب على شىء من الخير فعمل به كان له اجر ذلك و ان كان رسول الله لم يقله. الثانى: ان لا يكون الفعل الذي وعد الثواب باتيانه مقيدا بالتماس قول النبى (صلّى اللّه عليه و آله) و متفرعا على البلوغ، و إلّا لما كان يصح كشف استحباب الفعل بهذه الاخبار، حيث انها على هذا كانت مؤكدة لحكم العقل القاطع باستحقاق العبد المنقاد للثواب، و قد عرفت انه قوّى شيخنا المرتضى الانصاري (قده) ذلك.
و لكن المحقق السابق الذكر (قدّس سرّه) لما جعل الكلام فى خصوص صحيحة هشام عن ابى عبد الله (عليه السّلام) «قال من بلغه عن النبى (صلّى اللّه عليه و آله) شيء من الثواب فعمله كان اجر ذلك له و ان كان رسول الله (صلّى اللّه عليه و آله) لم يقله [4]» قال ما حاصله: ان جهة تفرع العمل على البلوغ و التماس قول النبى (صلّى اللّه عليه و آله) غير موجب للتقييد، بل ذلك داع الى العمل، و الثواب متفرع على نفسه لا عليه مقيدا ليقال: ان ذلك مما استقل به العقل فلا يفيد الاخبار زائدا على ذلك شيئا.
و انت خبير بانه مضافا الى ما عرفت فى الامر الاول من عدم امكان استظهار كون الثواب متفرعا على العمل إلّا بان يكون المراد من شىء من الثواب عملا ذا ثواب: ان ظهور بعض الاخبار فى التقييد غير منكر، و لا اقل من تساوي احتمال الجهتين اي البلوغ
[1]. ثواب الاعمال، ص 132؛ اعلام الدين، ص 389، بحار الانوار، ج 2، ص 251، الباب 30.
[2]. الكافى، ج 2، ص 87؛ وسائل الشيعة، ج 1، ص 81، الباب 18؛ الاقبال، ص 627.
[3]. الكافى، ج 2، ص 87؛ وسائل الشيعة، ج 1، ص 82، الباب 18؛ بحار الانوار، ج 2، ص 256، الباب 30.
[4]. وسائل الشيعة، ج 1، ص 81، الباب 18؛ بحار الانوار، ج 2، ص 256، الباب 30؛ المحاسن