responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 9

و الكتاب هو الجليس الذي لا يطريك و الصّديق الذي لا يقليك و الرفيق الذي لا يملّك و المستميح الذي لا يؤذيك و الجار الذي لا يستبطئك و الصاحب الذي لا يريد استخراج ما عندك بالملق و لا يعاملك بالمكر و لا يخدعك بالنفاق. و الكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك و شحّذ طباعك و بسط لسانك و جوّد بيانك و فخّم ألفاظك و عمّر صدرك و حباك تعظيم الأقوام و منحك صداقة الملوك، يطيعك في اللّيل طاعته بالنّهار، و في السفر طاعته في الحضر.

و هو المعلم الذي إن افتقرت إليه لم يحقّرك و إن قطعت عنه المادّة لم يقطع عنك الفائدة و إن عزلت لم يدع طاعتك و إن هبّت عليك ريح أعدائك لم ينقلب عليك، و متى كنت متعلّقا به و متّصلا منه بأدنى حبل لم يضرّك منه وحشة الوحدة إلى جليس السوء.

و إنّ أمثل ما يقطع به الفرّاغ نهارهم و أصحاب الكفايات ساعة ليلهم نظرة في كتاب لا يزال لهم فيه ازدياد أبدا في تجربة و عقل و مروءة و صون عرض و إصلاح دين و مال و ربّ صنيعة و ابتداء إنعام، و لو لم يكن من فضله عليك و إحسانه إليك إلا منعه لك من الجلوس على بابك و نظرك إلى المارّة بك مع ما في ذلك من التعرّض للحقوق التي تلزم و من فضول النظر و ملابسة صغار الناس و من حضور ألفاظهم الساقطة و معانيهم الفاسدة و أحوالهم الرديّة و طرائقهم المذمومة و أفعالهم الخبيثة القبيحة لكان في ذلك السلامة، ثم الغنيمة و إحراز الأصل مع استفادة الفرع، و لو لم يكن في ذلك إلاّ أنّه يشغلك عن سخف المنى و عن اعتباد الراحة و عن اللعب و كلّ ما أشبهه، لقد كان في ذلك على صاحبه أسبغ النعمة و أعظم المنّة.

و هو الذي يزيد في العقل و يشحّذه و يداويه و يهذّبه و ينفي الخبث عنه و يفيد العلم و يصادق بينك و بين الحجّة و يقودك للأخذ بالثقة و يعمر الحال و يكسب المال، و هو منبهة للموروث و كنز عند الوارث غير أنّه كنز لا زكاة فيه و لا حقّ للسلطان يخرج منه، هو كالضيعة التي لا تحتاج إلى سقي و لا إسجال بإيغار و لا إلى شرط و لا أكّار، و ليس عليها عسر للسلطان و لا خراج، و لو لا ما رسمت لنا الأوائل في كتبها و خلّدت من عجيب حكمها و دوّنت من أنواع سيرها حتى شاهدنا بها من غاب عنّا و فتحنا بها كلّ منغلق علينا فجمعنا في قليلنا كثيرهم و أدركنا ما لم ندركه إلاّ بهم لقد بخس حظّنا منه، و أكثر من كتبهم نفعا و أشرف منها حظّا و أحسن موقعا كتب اللّه عزّ و جلّ التي فيها الهدى و الرحمة و الإخبار عن كلّ عبرة و تعريف كلّ سيّئة و حسنة، و ما زالت كتب اللّه جلّ و علا في الألواح و الصحف و المصاحف.

فقال جلّ ذكره: أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمََا فِي صُحُفِ مُوسى‌ََ `وَ إِبْرََاهِيمَ اَلَّذِي وَفََّى [النجم: 36-37]فذكر صحف موسى الموجودة و صحف إبراهيم البائدة، و قال: الم `ذََلِكَ اَلْكِتََابُ لاََ رَيْبَ فِيهِ [البقرة: 1-2]و قال عزّ و جلّ: مََا فَرَّطْنََا فِي اَلْكِتََابِ مِنْ شَيْ‌ءٍ [الأنعام: 38]و قال‌ كِرََاماً

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست