responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 58

و مضى أبو بكر حتى أتى طلحة بن عبيد اللّه و الزبير بن العوام و سعد بن أبي وقاص فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا، ثم عثمان بن مظعون و أبو عبيدة بن الجراح و عبد الرحمن بن عوف و أبو سلمة بن الأسد و الأرقم بن أبي الأرقم مع أبي بكر فأسلموا.

و أما إسلام عمر، رضي اللّه عنه، فإن قريشا بعثت بعمر، رضي اللّه عنه، ليقتل النبي صلى اللّه عليه و سلم، فخرج عمر متقلدا في أثر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و هو يومئذ في دار في أصل الصفا، فلقيه نعيم بن عبد اللّه بن أسيد و قد أسلم فقال: يا عمر أين أراك تريد؟قال: أريد محمدا هذا الذي سفه عقولنا و شتم آلهتنا و خالف جماعتنا لأقتلنه!قال نعم: لبئس المشي و اللّه مشيت يا عمر! و لقد أفرطت و أردت هلكة عدي بن كعب بمعاداتك بني هاشم، أو ترى أنك آمن من أعمامه و بني زهرة و قد قتلت محمدا افتخارا؟حتى ارتفعت أصواتهما. فقال له عمر: و اللّه لأظنك قد صبوت و لو أعلم ذلك منك لبدأت بك. فلما رأى نعيم أنه غير منته قال: أما ان أهلك قد أسلموا و تركوك و ما أنت عليه. فلما سمع ذلك نغر [1] و قال: أيهم؟قال: ختنك و ابن عمك و أختك. فانطلق إلى أخته و قد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، اجتمع عليه طائفة من ذوي الفاقة من أصحابه فقال لأولي السعة: يا فلان فليكن عندك فلان، فوافق ابن عم عمر و ختنه سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قد دفع إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، خباب بن الأرت مولى أم أنمار حليف بني زهرة، و قد أنزلت سورة طه، فأقبل عمر حتى انتهى إلى باب دار أخته ليتعرف ما بلغه، فإذا خبابا عند أخته يدرس عليها سورة طه، و إذا الشمس كورت، فلما دخل عمر أحذرته أخته و عرفت الشر في وجهه و خبأت الصحيفة، و راغ خباب فدخل البيت، فقال عمر لأخته: ما هذه الهينمة؟ [2] قالت: حديث نتحدث به بيننا، فحلف أن لا يبرح حتى يتبين شأنها. فقال له زوجها إنك لا تستطيع أن تجمع الناس على هواك يا عمر إن كان الحق سواه. فبطش به عمر و وطئه وطأ شديدا. فقامت أخت عمر تحجز بينهما فنفحها بيده فشجها. فلما رأت الدم قالت: هل تسمع يا عمر؟أ رأيت كل شي‌ء بلغك عني مما يذكر من تركي آلهتك و كفري باللات و العزى فهو حق و أنا أشهد أن لا إله إلا اللّه و أن محمدا رسول اللّه فاتمم أمرك و اقض ما أنت قاض. فلما رأى عمر ذلك سقط في يده فقال لأخته: أ رأيت ما كنت تدرسين آنفا؟أعطيك موثقا لا أمحوه حتى أرده إليك و لا أخونك فيه. فلما رأت أخته حرصه على الكتاب رجت أن يكون ذلك لدعوة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقالت له: إنك نجس و لا يمسه إلا المطهرون. فقام و اغتسل من الجنابة و أعطاها موثقا، فاطمأنت به و دفعت إليه الصحيفة، فقرأ طه حتى بلغ:


[1] نغر: غضب.

[2] الهينمة: المقصود بها ما يصدره المتكلمون و المتحدثون من ضجة و ضوضاء.

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست