responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 51

عروة شاك يقي‌ء الدم، و كان شرب المغرة فجعل يقيئها، فجاء ابن زياد يعوده، و قال هانئ لمسلم: إذا قلت اسقوني و لو كانت فيه نفسي فاضرب عنقه. فقال: اسقوني، فأبطئوا عليه، فقال: ويحكم اسقوني و لو كانت فيه نفسي!قال: فخرج ابن زياد و لم يصنع الآخر شيئا، و كان أشجع الناس و لكن أخذته كبوة. فقيل لابن زياد: و اللّه إن في البيت رجلا متسلحا، فأرسل ابن زياد إلى هانئ فدعاه، فقال: إني شاك. فقال: ائتوني به و إن كان شاكيا. قال:

فأسرجت له دابة فركب و كانت معه عصا و كان أعرج فجعل يسير قليلا قليلا ثم يقف و يقول:

ما لي و لابن زياد!فما زال حتى دخل عليه. فقال: يا هانئ ما كانت يد زياد عندك بيضاء؟ قال: بلى. قال: فيدي؟قال: بلى. فتناول العصا التي كانت في يد هانئ فضرب بها وجهه حتى كسر جبهته ثم قدمه فضرب عنقه ثم أرسل إلى مسلم بن عقيل، فخرج عليهم بسيفه فما زال يناوشهم و يقاتلهم حتى جرح و أسر فعطش و قال: اسقوني ماء، و معه رجل من آل أبي معط و رجل من بني سليم. فقال شمر بن ذي جوشن: و اللّه لا نسقيك إلا من البئر. و قال المعطي: و اللّه لا نسقيه إلا من الفرات. فأتاه غلام له بإبريق من ماء و قدح قوارير و منديل فسقاه، فتمضمض فخرج الدم فما زال يمج الدم و لا يسيغ شيئا حتى قال: أخره عني، فلما أصبح دعاه عبيد اللّه ليضرب عنقه، فقال له: دعني أوصي. فقال: أوص فنظر في وجوه الناس فقال لعمر بن سعد: ما أرى هاهنا أحدا من قريش غيرك فادن مني حتى أكلمك قال: فدنا منه. فقال له: هل لك في أن تكون سيد قريش؟قال: نعم. قال: إن حسينا و من معه و هم تسعون إنسانا بين رجل و امرأة في الطريق فارددهم و اكتب إليه بما أصابني ثم أمر عبيد اللّه فضرب عنقه.

فقال عمر: أ تدري ما قال؟قال: اكتم على ابن عمك!قال: هو أعظم من ذاك. قال:

أكتم على ابن عمك!قال هو أعظم من ذاك. قال: أي شي‌ء هو قال: أخبرني أن حسينا قد أقبل و معه تسعون إنسانا بين رجل و امرأة. فقال: أما و اللّه لو إلي أسر لرددتهم!لا و اللّه لا يقاتلهم أحد غيرك. فبعث معه جيشا، و جاء الحسين، عليه السلام، الخبر و هو بشراف‌ [1] فهم أن يرجع و معه خمسة من بني عقيل فلقيه الجيش على خيولهم بوادي السباع، فقال بنو عقيل:

أ ترجع و قد قتل أخونا؟فقال الحسين، عليه السلام: ما لي عن هؤلاء من صبر، يعني بني عقيل. فأصاب أصحابه العطش فقالوا: يا ابن رسول اللّه اسقنا!فأخرج لكل فرس صحفة من ماء فسقاهم بقدر ما يمسك رمق أحدهم، ثم قالوا: سر بنا، و أخذوا به على الجرف حتى نزلوا كربلاء، فقال: هذا كرب و بلاء. فنزلوا و بينهم و بين الماء يسير، قال: فأراد الحسين، عليه


[1] شراف بين واقصة و القرعاء على ثمانية أميال من الأحساء من مدن الشام.

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست