responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 48

لك. قال: فرفع إليه حاجته، فأضعفها له، فقال بعض جلسائه: ما كان أعظم بركة الرقعة عليه يا ابن رسول اللّه. فقال: بركتها علينا أعظم حين جعلنا للمعروف أهلا، أ ما علمت أن المعروف ما كان ابتداء من غير مسألة؟فأما من أعطيته بعد مسألة فإنما أعطيته بما بذل لك من وجهه، و عسى أن يكون بات ليلته متململا أرقا يميل بين اليأس و الرجاء لا يعلم لما يتوجه من حاجته أ بكآبة الرد أم بسرور النجاح فيأتيك و فرائصه ترعد و قلبه خائف يخفق، فإن قضيت له حاجته فيما بذل لك من وجهه فإن ذلك أعظم مما نال من معروفك.

قيل: و كان لرجل على ابن أبي عتيق مال فتقاضاه فقال له: ائتني العشية في مجلس الولاية فسلني عن بيت قريش. فوافاه الغريم في ذلك المجلس، فقال له: إنا تلاحينا في بيت قريش و رضينا بك حكما، فقال: آل حرب، قال: ثم من؟قال: آل أبي العاص، و الحسن بن علي، رضي اللّه عنه، حاضر، فشق ذلك عليه، فقال الرجل: فأين بنو عبد المطلب؟قال: لم أكن أظن أن تسألني عن غير بيت الآدميين فأما إذا صرت تسألني عن بيت الملائكة و عن رسول اللّه رب العالمين و سيد كل شهيد و الطيار مع الملائكة فمن يساوي هؤلاء فخرا إلا و هو منقطع دونهم. قال: فانجلى عن الحسن، عليه السلام، ثم قال: إني لأحسب أن لك حاجة.

قال نعم يا ابن رسول اللّه، هذا علي كذا و كذا، فاحتملها عنه و وصله بمثلها، قال: و أتاه رجل آخر فقال: يا ابن رسول اللّه إني عصيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال: بئس ما صنعت، فما ذا عصيته؟ قال: قال صلى اللّه عليه و سلم: «شاوروهن و خالفوهن» [1] ، و إني أطعت صاحبتي فاشتريت غلاما فأبق. قال له: اختر واحدة من ثلاث، إن شئت ثمن الغلام. قال: بأبي أنت و أمي قف على هذه و لا تجاوزها!قال: اعرض عليك الثلاث!فقال: حسبي هذه، فأمر له بثمن الغلام.

و ذكروا أن رجلين أحدهما من بني هاشم و الآخر من بني أمية قال هذا: قومي أسمح، و قال هذا: قومي أسمح، قال: فسل أنت عشرة من قومك و أنا أسأل عشرة من قومي. فانطلق صاحب بني أمية فسأل عشرة فأعطاه كل واحد منهم عشرة آلاف درهم، و انطلق صاحب بني هاشم إلى الحسن بن علي، رضي اللّه عنه، فأمر له بمائة و خمسين ألف درهم، ثم أتى الحسين، عليه السلام، فقال: «هل بدأت بأحد قبلي؟» قال: بدأت بالحسن، قال: «ما كنت أستطيع أن أزيد على سيدي شيئا، فأعطاه مائة و خمسين ألفا من الدراهم، فجاء صاحب بني أمية فحمل مائة ألف درهم من عشرة أنفس، و جاء صاحب بني هاشم فحمل ثلاثمائة ألف درهم من نفسين، فغضب صاحب بني أمية فردها عليهم فقبلوها، و جاء صاحب بني هاشم فردها عليهما فأبيا أن يقبلاها و قالا: «ما كنا نبالي أخذتها أم ألقيتها في الطريق» ، و كان


[1] ذكره الفتني في كتاب تذكرة الموضوعات حديث 128 و ذكره في تنزيه الشريعة (2/4) .

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست