نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم جلد : 1 صفحه : 45
من عمر، رحمهم اللّه. فقال: قد شركاني في الهجرة و في الشورى و لكنهما بايعاني بالحجاز و خلعاني بالعراق و لو فعلا ذلك بأبي بكر و عمر لقاتلاهما. فقالا صدقت و بررت و أنت أمير المؤمنين.
قال: و لما كان حرب صفين كتب أمير المؤمنين، رضوان اللّه عليه، إلى معاوية بن أبي سفيان: ما لك يقتل الناس بيننا؟ابرز لي فإن قتلتني استرحت مني و إن قتلتك استرحت منك.
فقال له عمرو بن العاص: أنصفك الرجل فابرز إليه. قال: كلا يا عمرو، أردت أن أبرز له فيقتلني و تثب على الخلافة بعدي!قد علمت قريش أن ابن أبي طالب سيدها و أسدها. ثم أنشأ يقول:
يا عمرو قد أسررت تهمة غادر # برضاك لي تحت العجاج برازي
ما للملوك و للبراز و إنّها # حتف المبارز خطفة من بازي
إنّ التي منّتك نفسك خاليا # قتلي جزاك بما نويت الجازي
فلقد كشفت قناعها مذمومة # و لقد لبست لها ثياب الخازي
فأجابه عمرو بن العاص:
معاوي إنّني لم أجن ذنبا # و ما أنا بالّذي يدعى بخازي
فما ذنبي بأن نادى عليّ # و كبش القوم يدعى للبراز
فلو بارزته للقيت قرنا # حديد النّاب شهما ذا اعتزاز
أجبنا في العشيرة يا ابن هند # و عند الباه كالتّيس الحجازي
ثم كتب معاوية إلى علي، رحمه اللّه: أما بعد فإنا لو علمنا أن الحرب تبلغ بنا و بك ما بلغت لم يجنها بعضنا على بعض و إن كنا غلبنا على عقولنا فقد بقي لنا ما نرم به ما مضى و نصلح ما بقي، و قد كنت سألتك الشام على أن تلزمني لك طاعة فأبيت ذلك عليّ و أنا أدعوك اليوم إلى ما دعوتك إليه أمس و أنك لا ترجو من البقاء إلا ما أرجوا و لا تخاف من الفناء إلا ما أخاف، و قد و اللّه رقت الأجناد و ذهبت الرجال، و نحن بنو عبد مناف ليس لأحد منا على أحد فضل نستذل به عبدا أو نسترق به حرا.
فأجبه علي: من علي بن أبي طالب إلى معاوية بن أبي سفيان، أما بعد فقد جاءني كتابك و تذكر أنك لو علمت أن الحرب تبلغ بنا و بك ما بلغت لم يجنها بعضنا على بعض، و أنا و إياك نلتمس غاية لم نبلغها بعد، فأما طلبك الشام فإني لم أكن لأعطيك اليوم ما منعتك عنه أمس، و أما استواؤنا في الخوف و الرجاء فلست بأمضى على الشك مني على اليقين و ليس أهل الشام بأحرص على الدنيا من أهل العراق على الآخرة، و أما قولك إنا بنو عبد مناف فكذلك
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم جلد : 1 صفحه : 45