responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 41

بالرسول و علم بالتنزيل وفقه في التأويل و صبر عند النزال و مقاومة الأبطال، و كان ألد إذا أعضل، ذا رأي إذا أشكل.

قيل: و دخل ابن عباس على معاوية فقال: يا ابن عباس صف لي عليا، قال: كأنك لم تره؟قال: بلى أحب أن أسمع منك فيه مقالا، قال: كان أمير المؤمنين، رضوان اللّه عليه، غزير الدمعة طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ما خشن و من الطعام ما جشب، يدنينا إذا أتيناه و يجيبنا إذا دعوناه، و كان مع تقربته إيانا و قربه منا لا نبدأه بالكلام حتى يبتسم فإذا هو تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، أما و اللّه يا معاوية لقد رأيته في بعض مواقفه و قد أرخى الليل سدوله و غارت نجومه و هو قابض على لحيته يبكي و يتململ تململ السليم و هو يقول: يا دنيا إياي تغرين؟أمثلي تشوقين؟لا حان حينك بل زال زوالك، قد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها، فعيشك حقير و عمرك قصير و خطرك يسير آه آه من بعد السفر و وحشة الطريق و قلة الزاد!قال: فأجهش معاوية و من معه بالبكاء.

و قال خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين يصف محاسن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و من حضره، كرم اللّه وجهه، في قصيدة له:

رأوا نعمة للّه ليست عليهم # عليك و فضلا بارعا لا تنازعه

فعضّوا من الغيظ الطويل أكفّهم # عليك و من لم يرض فاللّه خادعه

من الدين و الدنيا جميعا لك المنى # و فوق المنى أخلاقه و طبائعه‌

و روي أن عدي بن حاتم دخل على معاوية بن أبي سفيان فقال: يا عدي أين الطرفات؟ يعني بنيه طريفا و طارفا و طرفة. قال: قتلوا يوم صفين بين يدي علي بن أبي طالب، رضي اللّه عنه. فقال: ما أنصفك ابن أبي طالب إذ قدم بنيك و أخر بنيه!فقال: بل ما أنصفت أنا عليا إذ قتل و بقيت!قال: صف لي عليا. فقال: إن رأيت أن تعفيني. قال: لا أعفيك. قال: كان و اللّه بعيد المدى و شديد القوى، يقول عدلا و يحكم فضلا، تتفجر الحكمة من جوانبه و العلم من نواحيه، يستوحش من الدنيا و زهرتها و يستأنس بالليل و وحشته، و كان و اللّه غزير الدمعة طويل الفكرة، يحاسب نفسه إذا خلا و يقلب كفيه على ما مضى، يعجبه من اللباس القصير و من المعاش الخشن، و كان فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه و يدنينا إذا أتيناه، و نحن مع تقريبه لنا و قربه منا لا نكلمه لهيبته و لا نرفع أعيننا إليه لعظمته، فإن تبسم فعن اللؤلؤ المنظوم، يعظم أهل الدين، يتحبب إلى المساكين، لا يخاف القوي ظلمه و لا ييأس الضعيف من عدله، فأقسم لقد رأيته ليلة و قد مثل في محرابه و أرخى الليل سرباله و غارت نجومه و دموعه تتحادر على لحيته و هو يتململ تململ السليم و يبكي بكاء الحزين، فكأني الآن أسمعه و هو يقول: يا دنيا

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست