responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 348

محاسن المكافأة

قال بعض الحكماء: لا يكونن سلاحك على عدوّك أن تكثر سبّه و شتمه فإنّك إنّما تخبر عن خبره فيك و عجزك عنه، و لكن عامله بالكظم و ساتره بالحيلة، فإن أقدمت مع الفرصة و إن غلبت على الظفر لم تغلب على ستر العجز. و قيل: الأدب الصبر على كظم الغيظ تملك الفرصة.

و قال أبو عمرو [1] بن العلاء: لمّا قدم عبد الملك المدينة خطب فقال: يا أهل المدينة إنّا و اللّه ما نحبّكم ما ذكرنا ما فعلتم بنا و لا تحبّونا ما ذكرتم ما فعلنا بكم!و إنّما مثلنا و مثلكم كمثل حيّة كانت في جحر إلى جنبها خباء رجل فوثبت عليه فلسعته فقتلته فجاء أخو المقتول يطلب بثأر فقالت له الحيّة: لا تقتلني حتى أؤدّي إليك دية أخيك. ففارقها على ذلك و عاهدها فكانت تؤدّي إليه في كلّ يومين مالا، فلمّا استوفى أكثر الدية قال: و اللّه لو قتلتها كنت قد أدركت ثأري و أخذت الدية. فعمل فأسا و حدّدها، فلمّا خرجت إليه أهوى إليها بالفأس فأخطأها و رجعت إلى جحرها فأسقط في يده. فقالت: و اللّه ما الثأر أدركت و لا الدية استوفيت!فقال: تعالي أعاقدك أن لا ينداك مني مكروه حتى أستوفي منك الدية. فقالت: أما ما رأيت قبر أخيك تجاهك و ذكرت أنا الضربة فلن أثق بك و لن تثق بي. ثمّ أنشده:

ألا هل لنا مولى يحبّ صلاحنا # فيعذرنا من مرّة المتناصرة

و أنشد في مثله:

ظلمت النّاس فاعترفوا بظلمي # فتبت فأزمعوا أن يظلموني

فلست بصابر إلاّ قليلا # فإن لم ينتهوا راجعت ديني‌

و لآخر:

إيّاك من ظلم الكريم فإنّه # مرّ مذاقته كطعم العلقم

إنّ الكريم إذا رآك ظلمته # ذكر الظّلامة بعد نوم النّوّم

فجفا الفراش و بات يطلب ثأره # أنفا و إن أغضى و لم يتكلّم‌

محاسن الشدة

ذكروا أن جندب بن العنبر كان شديد البأس و أن عوانة بن زيد عيّره يوما فقال:

هل يسود الفتى إذا قبح الوجـ # ه و أمسى تراه غير عتيد


[1] أبو عمرو بن العلاء من القراء السبعة المشهورين.

غ

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 348
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست