قال: و قرأت على حائط خان بعسكر مكرم من الأهواز:
إنّ الغريب إذا يندى موجعا # عند الشّدائد كان غير مجاب
فإذا نظرت إلى الغريب فكن به # متراحما لتباعد الأحباب
قال: و قرأت على حائط خان ببغداد في الجانب الغربي:
غريب الدّار ليس له صديق # جميع سؤاله كيف الطّريق
تعلّق بالسّؤال بكلّ شيء # كما يتعلّق الرّجل الغريق
فلا تجزع فكلّ فتى ستأتي # على حالاته سعة و ضيق
قال: و وجدت على باب مكتوبا:
عليك سلام اللّه يا خير منزل # رحلنا و خلّفناك غير ذميم
فإن تكن الأيّام فرقن بيننا # فما أحد من ريبها بسليم
و أنشد:
أقمنا مكرهين بها فلمّا # ألفناها خرجنا مكرهينا
و ما حبّ البلاد بنا و لكن # أمرّ العيش فرقة من هوينا
و لآخر:
أقمت بأرضكم بالكره مني # فلمّا طاب لي فيها المقيل
و أوطنت البلاد و حنّ قلبي # بغزلان بها أزف الرّحيل
و إنّ اغتراب المرء من غير فاقة # و لا حاجة يسمو لها لعجيب
فحسب الفتى بخسا و إن أدرك الغنى # و نال ثراء أن يقال غريب
أيّ سرور لعيش مغترب # فرد وحيد نأى عن الوطن
لا تطمع النّفس في هواه و لا # يكحل عينا بمنظر حسن
سل اللّه الإياب من المغيب # فكم قد ردّ مثلك من غريب
و سلّ الحزن عنك بحسن ظنّ # و لا تيأس من الفرج القريب
تصبّر و لا تعجل وقيت من الرّدى # لعلّ إياب الظّاعنين قريب