و ليس الرّزق عن طلب حثيث # و لكن ألق دلوك في الدّلاء
تجيء بملئها يوما و يوما # تجيء بحمأة و قليل ماء
و لآخر:
و قد علمت و علم المرء ينفعه # أنّ الّذي هو رزقي سوف يأتني
أسعى له فيعنّيني تطلّبه # و لو قعدت أتاني لا يعنّيني
لعمرك ما كلّ التّبطّل ضائر # و لا كلّ شغل فيه للمرء منفعه
إذا كانت الأرزاق في القرب و النّوى # عليك سواء فاغتنم لذّة الدّعه
و إن ضقت فاصبر يفرج اللّه ما ترى # ألا كلّ ضيق في عواقبه سعه
سهّل عليك فإنّ الأمر مقدور # و كلّ مستأنف في اللّوح مسطور
يأتي القضاء بما فيه لمدّته # و كلّ ما لم يكن فيه فمحظور
لا تكذبنّ و خير القول أصدقه # إنّ الحريص على الدّنيا لمغرور
لا يتعبنّك شيء أنت تطلبه # و عقد تقدّمك المقدور و القلم
لا تعتبنّ على العباد فإنّما # يأتيك رزقك حين يؤذن فيه
هي المقادير تجري في أعنّتها # فاصبر فليس لها صبر على حال
يوما تريش [1] خسيس القوم ترفعه # دون السّماء و يوما تخفض العالي
اصبر على زمن جمّ تلوّنه # فليس من شدّة إلاّ لها فرج
تلقاه بالأمس في عمياء مظلمة # و يصبح اليوم قد لاحت له السّرج
ألا ربّ راجي حاجة لا ينالها # و آخر قد تقضى له و هو آيس
[1] تكسو و تعين و تحسن إليه.