و في بعض الحديث: «سافروا تغنموا» [1] و قال الكميت [2] :
و لن يزيح هموم النّفس إذ حضرت # حاجات مثلك إلاّ الرّحل و الجمل
و قال الطائي:
و طول مقام المرء في الحيّ مخلق # لديباجتيه فاغترب تتجدّد
فإني رأيت الشّمس زيدت محبّة # إلى النّاس إذ ليست عليهم بسرمد
و قال بعض الحكماء: لا تدع الحيلة في التماس الرزق بكل مكان فإن الكريم محتال و الدني عيال، و قال:
فسر في بلاد اللّه و التمس الغنى # تعش ذا يسار أو تموت فتعذرا
و لا ترض من عيش بدون و لا تنم # و كيف ينام اللّيل من كان معسرا
و تقول العرب: كلب جوال خير من أسد رابض. و تقول أيضا: من غلى دماغه صائفا غلت قدره شاتيا.
و وقع عبد اللّه بن طاهر: من سعى رعى، و من لزم المنام رأى الأحلام.
و قال الكسروي: أخذ من توقيع أنوشروان بالفارسية هرك روذ خرذ هرك خسيذ خاف و ينذ، و أنشد:
كفى حزنا أنّ النّوى قذفت بنا # بعيدا و أن الرّزق أعييت مذاهبه
و لو أنّنا إذ فرّق الدّهر بيننا # غني واحد منّا تموّل صاحبه
و لكنّنا من دهرنا في مئونة # يكالبنا طورا و طورا نكالبه
و لآخر:
إذا المرء لم يبغ المعاش لنفسه # شكا الفقر أو لام الصّديق فأكثرا
و صار على الأذنين كلاّ و أوشكت # صلات ذوي القربى له أن تنكّرا
و من يك مثلي ذا عيال و مقترا # من المال يطرح نفسه كلّ مطرح
ليبلغ عذرا أو ينال غنيمة # و مبلغ نفس عذرها مثل منجح
[1] الحديث رواه الزبيدي في إتحاف السادة المتقين (1/322) و الربيع بن حبيب في مسنده (1/59) .
[2] الكميت بن زيد الأسدي، شاعر الهاشميين من أهل الكوفة اشتهر بالعهد الأموي (126 هـ) .