لو كان للدّهر بلى أبليته # أو كان قرنا واحدا كفيته
اليوم يبنى لدريد بيته
محاسن ذكر التنعّم
يضر بالمثل بخريم الناعم، و هو خريم بن عمرو من بني مرة بن عوف، قيل له الناعم لأنه يلبس الخلق في الصيف و الجديد في الشتاء. و سأله الحجاج: ما النعمة؟قال: الأمن فإني رأيت الخائف لا ينتفع بنفسه و لا بعيشه. قال: زدني. قال: الغني فإني رأيت الفقير لا ينتفع بعيش. قال: زدني. قال: الصحة فإني رأيت السقيم لا ينتفع بعيش. قال: زدني. قال:
الشباب فإني رأيت الشيخ لا ينتفع بعيش. قال: زدني. قال: لا أجد مزيدا.
قال: و قال زياد لجلسائه: من أنعم الناس عيشا؟قالوا: أمير المؤمنين. قال: هيهات فأين ما يلقى من الرعية؟قالوا: فأنت أيها الأمير. قال: فأين ما يرد علي من الثغور و الخراج؟ بل أنعم الناس عيشا شاب له سداد من عيش و حظ من دين و امرأة حسناء رضيها و رضيته لا يعرفنا و لا نعرفه.
قال و قال عمرو بن العاص لمعاوية: يا أمير المؤمنين ما بقي من شبابك و تلذذك؟قال:
و اللّه ما بقي شيء يصيبه الناس من الدنيا إلا و قد أصبته، أما النساء فلا إرب لي فيهن و لا لهن فيّ، و أما الطيب فقد شممته حتى ما أبالي به، و أما الثياب فقد لبستها من لينها و جيدها حتى ما أبالي ما ألبس، فما شيء ألذ عندي من شربة باردة في يوم صائف و نظري إلى بني و بنيّ يدرجون حولي، فأنت يا عمرو ما بقي من لذتك؟قال: أرض أغرسها فآكل من ثمرها و أنتفع بغلتها. ثم التفت معاوية إلى وردان فقال: يا وريد ما بقي من لذتك؟قال: صنائع كريمة أعتقدها في أعناق الرجال لا يكافئوني عليها تكون لأعقابي من بعدي. فقال معاوية: تبا لهذا المجلس يغلبنا عليه هذا العبد!
قال: و قال قتيبة بن مسلم لوكيع بن أبي سود: ما السرور؟قال لواء منشور و جلوس على السرير و السلام عليك أيها الأمير. و قال لحضين بن المنذر: ما السرور؟قال: امرأة حسناء في دار قوراء و فرس بالفناء.
[1] الغيل: اللبن الذي ترضعه المرأة ولدها و هي تؤتى.
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم جلد : 1 صفحه : 202