responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 119

فاجلس إليه و عابثه و ضاحكه و أجر له هذا الحديث و قل له إنك رأيته في ذلك اليوم فعل بي فعلي به في هذا اليوم و انظر إلى وجهه و كلامه و ما يكون منه فعرفنيه على حقيقته و اصدقني عنه و عجل و لا تحتبس.

قلت: نعم يا سيدي، فمضيت و قد دفعت إلى أغلظ مما كنت فيه لعلمي بأن إبراهيم لو كان من حجر لأثر فيه هذا القول و تغير و ظهر منه ما يكره، و خفت أن يكون يأتي بما يسفك به دمه فمضيت حتى دخلت الحجرة فجلست إلى إبراهيم و فعلت ما أمرني به و أنا مبادر خوفا من خادم يلحقني أو رسول فلا يمكنني معه تحسين الأمر و ما يظهر لي منه، فقلت لإبراهيم: كيف رأيت يا سيدي هذا اليوم، أ ما أعجبك حسنه و ما كان تعبية أمير المؤمنين؟قال: بلى و اللّه إنه أعجبني فالحمد للّه الذي بلغنيه و أرانيه، و أطنب في الدعاء للمعتصم، فلما أمسك قلت: يا سيدي أذكرك في أيامك و قد ركبت فعبيت شبيها بهذه التعبية و قسمت الطريق مثل هذه القسمة فوقع لأمير المؤمنين الموضع الذي وقع لك و اجتزت به فنزل إليك و سلم فرددت عليه كرده عليك في هذا اليوم.

قال: فو اللّه إن كان إلا أن قلت حتى اربد لونه و جف ريقه و اعتقل لسانه و بقي لا يتكلم بحرف مليا، ثم قال بلسان ثقيل: لكأني في ذلك الموضع في ذلك اليوم، فالحمد للّه الذي رأيته لأمير المؤمنين، فعل اللّه به و فعل، قال: فتغنمت ذلك و قمت و أنا ألتفت و نهضت حتى أتيت المعتصم.

فقال لي: هيه يا حمدون!فقلت: يا أمير المؤمنين أتيت إبراهيم و قلت له ما أمرتني به فأظهر سرورا و دعاء و قال كيت و كيت، فقال: و اللّه قال بحياتي؟قلت: و حياتك يا أمير المؤمنين، قال: فكيف رأيت وجهه؟فلم أدر ما أقول فقلت: يا أمير المؤمنين باللّه لما تركتني من وجه عمك الذي لا يتبين فيه فرح و لا حزن، فاستضحك ثم أمسك و تخلص إبراهيم، و دعا بالطعام فأكلنا ثم رقد، فلما انتبه و جلس دعا بإبراهيم و سائر الندماء فشرب و برّ إبراهيم و ألطفه.

مساوئ التقيظ و تركه‌

قيل لبعض بني أمية: ما كان سبب زوال ملكهم؟فقال: قلة التيقظ و شغلنا بلذاتنا عن التفرغ لمهماتنا و وثقنا بكفاتنا فآثروا موافقهم علينا و ظلم عمالنا رعيتنا ففسدت نياتهم لنا و حمل على أهل خراجنا فقل دخلنا و بطل عطاء جندنا فزالت طاعاتهم لنا و استدعاهم أعداؤنا فأعانوهم علينا و قصدنا بغاتنا فعجزنا عن دفعهم لقلة نصارنا، و كان أول زوال ملكنا استتار الأخبار عنا فزال ملكنا عنا بنا.

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست