responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 120

محاسن الرسل‌

يقال إن ملوك العجم كانت إذا احتاجت إلى أن تختار من رعيتها من تجعله رسولا تمتحنه أولا بأن توجهه إلى بعض خاصتها ثم تقدم عينا على الرسول يحضر ما يؤديه من الرسالة و يكتب كلامه.

فإذا رجع الرسول بالرسالة جاء العين بما كتب من ألفاظه و أجوبته فقابل بها الملك ألفاظ ذلك الرسول فإن اتفقت معانيها عرف بها الملك صحة عقله و صدق لهجته ثم جعله رسولا إلى عدوه و جعل عليه عينا يحفظ ألفاظه و يكتبها ثم يرفعها إلى الملك فإن اتفق كلام الرسول و كلام عين الملك.

و علم أن رسوله قد صدقه عن عدوه و لم يزد عليه جعله رسولا إلى ملوك الأمم و وثق به ثم بعد ذلك يقيم خبره مقام الحجة و يصدق قوله.

و كان أردشير يقول: كم من دم سفكه الرسول من غير حله و لا حقه و كم من جيوش قد قتلت و عساكر قد انتهكت و مال قد انتهب و عهد قد نقض بجناية الرسول و أكاذيبه، و كان يقول: على الملك إذا وجه رسولا إلى ملك آخر أن يردفه بآخر و إن وجه رسولين أتبعهما بآخرين، و إن أمكنه أن لا يجمع بينهما في طريق و لا ملاقاة و ألا يتعارفا فيتفقا و يتواطآ في شي‌ء فعل، ثم عليه إن أتاه رسول بكتاب أو رساله من ملك في خير أو شر أن لا يحدث حدثا في ذلك حتى يكتب إليه مع رسول آخر و يحكي به كتابه الأول حرفا حرفا، فإن الرسول ربما خرم‌ [1] ما أملي عليه و افتعل الكتب و حرض المرسل على المرسل إليه و أغراه به و كذب عليه، و منها قال أبو الأسود [2] و قد سمع رجلا ينشد:

إذا كنت في حاجة مرسلا # فأرسل حكيما و لا توصه‌

فقال: قد أساء القول، أ يعلم الغيب؟إذا لم يوصه كيف يعلم ما في نفسه أ لا قال:

إذا أرسلت في أمر رسولا # فأفهمه و أرسله أديبا

و لا تترك وصيّته لشي‌ء # و إن هو كان ذا عقل أريبا

و إن ضيّعت ذاك فلا تلمه # على أن لم يكن علم الغيوبا

و قال يحيى بن خالد البرمكي: ثلاثة أشياء تدل على عقول الرجال: الهدية و الرسول و الكتاب.


[1] خرم: نقص أو قطع منها.

[2] أبو الأسود الدؤلي ظالم بن عمرو واضع علم النحو فقيه و شاعر و أديب من التابعين توفي سنة (69 هـ)

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست