التاريخ . مع ذلك نعرض ما توصّلنا إليه من معايير ؛ لنتبيّن المنطق الإسلامي على ضوئها :
1 ـ إستراتيجية الدعوة :
كلّ مدرسة فكرية صاحبة دعوة هادفة تعتمد على طريقة معيّنة في الدعوة ، وهذه الطريقة ترتبط من طرف بالهدف الأساس للمدرسة الفكرية ، ومن طرف آخر ترتبط بنوع نظرة تلك المدرسة لماهية الحركات والنهضات في التاريخ .
أسلوب الدعوة يعني طريقة توعية الأفراد ، أو التركيز على مراكز الثقل الخاصة لدفع الناس نحو الحركة . مدرسة ( أوغست كونت ) مثلاً تدّعي أنّها تنحو منحىً علمياً في هذا المجال ، وتحصر جوهر تكامل الإنسان في ذهنه ، وتعتقد أنّ الذهن الإنساني طوى المرحلة الأساطيرية والمرحلة الفلسفية وبلغ المرحلة العلمية . ومن الضروري أن تركّز هذه المدرسة في توعيتها على ما تسميه العلم ، وتعتمد على عتلة العلم في التحريك .
والماركسية التي تتبنّى نظرية ثورة الطبقة العاملة ، تركّز في توعية الطبقة العاملة على تصعيد الصراع الطبقي ، وتعتمد على إثارة عُقَد الحقد والشعور بالغبن والحرمان .
إلى جانب الاختلاف في أسلوب الدعوة بين المدارس الفكرية ، ثمّة اختلافات أُخرى بين المدارس ترتبط أيضاً بنظرة تلك المدارس إلى الإنسان والتاريخ . هذه الاختلافات تتمثل في أبعادِ تأثير الدعوة ، وارتباطِ الدعوة بالقوّة وجوازِ ممارسة القوّة .