صبروا، تظفر كما ظفروا.
لبعض الأكابر
ما وهب اللّه لامرئ هبة # أحسن من عقله و من أدبه
هما جمال الفتى فان فقدا # ففقده للحياة أجمل به
ابن حجة الحموي
خاطبنا العاذل عند الملام # بكثرة الجهل فقلنا سلام
ما لامنا من قبل لكنّه # لما رأى العارض في الخد لام
و ليس لي من عشقه مخلص # لكنني أسأل حسن الختام
و الجفن في لجة دمعي غدا # من بعده يسبح شهرا و عام
اخترته مولى فيا ليته # لو قال يا بشر اي هذا غلام [1]
لبرق هذا الثغر كم عاشق؟! # قد هام [2] وجدا بين مصر و شام
و فيه قد زاحمني شارب # و المنهل [3] العذب كثير الزحام
ما لي سهم قط من وصله # لكن من اللحظ لقلبي سهام
كتب النصير الحمامي إلى الجزار
و مذ لزمت الحمام صرت به # خلا يداري من لا يداريه
أعرف حر الأسى [4] و باردها # و آخذ الماء من مجاريه
و كتب الجزار إليه
حسن التأنّي مما يعين على # رزق الفتى و العقول تختلف
[1] إشارة إلى قوله تعالى في سورة يوسف الآية 19.
[2] هام بكذا: أحبه، هام على وجهه: ذهب لا يدري أين يتوجه؟
[3] المنهل: موضع الشرب.
[4] الأسى: الحزن.