ما افتخار الفتى بثوب جديد # من رحيل يفضي إلى تدنيس
و الفتى ليس باللجين و لا التبر [1] # و لكن بعزة في النفوس
قد فعلت الذي به ينجح السعي [2] # فمن لي بحظي المنحوس
رثى السيد الأجل رحمه اللّه دام ظله والدي طاب ثراه بأبيات «بقصيدة خ ل» مطلعها:
جارتي كيف تحسنين ملامي # أ تداوي كلم الحشا بكلامي
و طلب مني القول على طرزها فقلت مشيرا إلى بعض ألقابه الشريفة:
خلياني بلوعتي و غرامي [3] # يا خليلي و اذهبا بسلام
قد دعاني الهوى و لباه لبي # فدعاني و لا تطيلا ملامي
إنّ من ذاق نشوة الحب يوما # لا يبالي بكثرة اللوام
خامرت خمرة المحبة عقلي # و جرت في مفاصلي و عظامي
فعلى الحلم و الوقار صلاة # و على العقل ألف ألف سلام
هل سبيل إلى وقوف بوادي # الجزع يا صاحبيّ أو إلمام [4]
أيها السائر الملح إذا ما # جئت نجدا فعج [5] بوادي الخزام
و تجاوز عن ذي المجاز و عرّج # عادلا عن يمين ذاك المقام
و إذا ما بلغت خروي فبلغ # جيرة الحي يا أخي سلامي
و انشدن قلبي المعنى لديهم # فلقد ضاع بين تلك الخيام
و إذا ما رثوا لحالي فسلهم # أن يمنوا و لو بطيف منام
يا نزولا بذي الأراك إلى كم # تنقضي في فراقكم أعوامي [6]
ما سرت نسمة و لا ناح في الدوح [7] # حمام إلا و حان حمامي
[1] التبر بالكسر: الذهب و الفضة قبل ان يصاغا.
[2] في بعض النسخ ينجع.
[3] الغرام بفتح الغين: الحب المعذب و العشق.
[4] الإلمام: النزول.
[5] عاج بالمكان: أقام فيه.
[6] الأعوام جمع العام و هو السنة.
[7] الدوح جمع الدوحة و هي الشجرة.