و ربّما فرّع عدم الجواز على القول بعدم جواز تقليد الميّت، و يلزم على القائلين بجواز تقليد الميّت أيضا على هذا أنّه يجب أن لا يخلو العصر من الرّواية عن الموتى أيضا، و لا يخفى ضعف التّفريع، و ستعرف وجهه.
لنا: أنّه لا دليل على الاستحالة، و ما يستدلّ به من قوله (صلى الله عليه و آله) و سلم: «لا يزال طائفة من أمّتي على الحقّ حتّى يأتي أمر اللّه أو يظهر الدجّال» [1].
لا دلالة فيه على المقصود لمنع استلزام كون طائفة على الحقّ على وجود المجتهد، إذ يكفي فيه كونها على الحقّ و لو بالإتيان بما اقتضاه التّكليف على حسب الوسع و الطّاقة.
و كذلك لا يدلّ عليه ما ثبت عندنا: «إنّ للّه تعالى في كلّ عصر حجّة يبيّن لهم ما يحتاجون إليه» [2].
فإنّ ذلك منقوض بعدم الوصول الى الإمام (عليه السلام) الذي هو الحجّة الواقعيّة.
[2] في رواية من «البحار» 10/ 352 ح 1: و أنّ الأرض لا تخلو من حجه اللّه تعالى على خلقه في كل عصر و أوان الخ ... و قد جاء في مثل هذا كثير، راجع باب أحاديث: انّ الأرض لا تخلو من حجّة في «الكافي» 1/ 178.