ونموذج آخر نجده في قِصَّة المهلب بن أبي صفرة ، والي عبد الملك على خُراسان ، فقد كان في بعض الأيَّام مُرتدياً ثوباً مِن الخَزِّ ، ويسير بكِبرياء في الطريق ويتبختر ، فقابله رجل مِن عامَّة الناس ، وقال له : يا عبد الله ، إنَّ هذه المشية مَبغوضة مِن قِبَل الله ورسوله .
فقال له المهلب : أما تَعرِفني ؟
قال : بلى أعرفك ... أولك نُطفة مَذرة ، وآخرك جيفة قذرة ، وأنت بين ذلك تَحمل العَذرة .
فمضى المهلب ، وترك مشيته تلك دون أنْ يتعرَّض للرجل بسوء [1] .