كان المنصور الدوانيقي ، مِن الخُلفاء المُتجبِّرين في الأُسرة العباسيَّة ، وقد جعلت ذُبابة يوماً وجهه مَسْرَحاً لنشاطها وتنقُّلها ، فأخذت تطير مِن شَفته إلى عينيه ، ومِن عينيه إلى أنفه ، ومِن أنفه إلى جَبهته ، حتَّى ضاق بها ذَرعاً ، وتألَّم كثيراً ؛ فقال لخَدمه : انظروا مَن ينتظرنا بالباب ؟
فقالوا له : مُقاتل بن سلمان .
كان مُقاتل هذا ، مِن كبار المُحدِّثين والمُفسِّرين في ذلك العصر ، فأمر المنصور بالسَّماح له في الدخول . وما أنْ دخل حتَّى وجَّه له المنصور السؤال التالي :