مِن خِلال هذه القِصَّة التاريخيَّة ؛ يتَّضح لنا مدى استقامة المنهج الإسلامي ، الذي نطق به الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وهو يُعبِّر عن تعاليم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)وحكم الله عَزَّ وجَلَّ ...
لكن بقيت في نفس عاصم بن زياد مُشكلةٌ لم يجد لها حَلاً ، وهي كيفيَّة التوفيق بين كلام الإمام (عليه السلام) وعمله ؛ حيث قد زهد في الدنيا ، وترك الملاذَّ .
فاندفع لسؤاله ، وما أسرع أنْ قال :
(... يا أمير المؤمنين ، هذا أنت في خشونة مَلبسك وجُشوبة مأكلك ؟!) .
فقال الأمير : (إنِّي لستُ كأنت ... إنَّ الله فرض على أئمَّة الحَقِّ أنْ يُقدِّروا أنفسهم بضَعَفَة الناس ؛ كي لا يتبيَّغ بالفقيرة فقره ...) [1] .