في إحدى الحروب الإسلاميَّة حاصر جُند الإسلام إحدى قِلاع العدوِّ ، بهدف الاستيلاء عليها بالقوَّة العسكريَّة ، غير أنَّ القلعة كانت حصينة وطالت أيَّام الحصار . وعلى الرغم مِن أنَّ جُند الإسلام بذلوا خلال تلك المُدَّة جهوداً جبَّارة ومساعي حميدة ؛ فإنَّهم لم ينجحوا في اقتحام الحِصن ، فأخذت معنويَّات الجيش تهبط شيئاً فشيئاً ، ويضعف عزمهم على الاستمرار .
وإذ وجد قائد الجيش أنَّ انتصاره في تلك الظروف مُستبعَد جِدَّاً ، توجَّه إلى الله تعالى واستعاذ به مِن ذِلِّ النكوص فصام أيَّاماً ، ورفع يديه بالدعاء إلى الله مُخلصاً صادقاً ، طالباً الانتصار على العدوِّ ، فتقبَّل الله تعالى دعواته ، وسُرعان ما استجاب له .
كان القائد في أحد الأيَّام جالساً ، فشاهد كلباً أسود يركض بين المُعسكر فشدَّ ذلك انتباهه وراح يُدقِّق فيه . وبعد ساعات وجد الكلب نفسه على حائط القلعة ، فأدرك أنَّ للقلعة طريقاً إلى الخارج ، وأنَّ الكلب يأتي مِن القلعة إلى المُعسكر بحثاً عن طعام ويعود إليه . فكلَّف بعض الجُند بتقصِّي مسير الكلب لمعرفة الطريق الذي يسلكه ، ولكنَّهم لم يوفَّقوا للعثور على الطريق . فأمر بجراب أنْ يلوَّث بالسمن لإغراء الكلب به ، ويملأ بالدفن ويُثقب في عِدَّة مواضع لينساب منه الحَبُّ فيما يجرُّ الكلب الجراب إلى حيث يُريد . ففعلوا ما أمر به ، وألقوا بالجراب في المُعسكر في طريق الكلب .
وفي اليوم التالي خرج الكلب مِن القلعة مُتَّجهاً إلى المُعسكر حتَّى وصل إلى الجراب المدهون ، فعضَّ عليه بأسنانه وكَرَّ راجعاً إلى القلعة ، مُخلِّفاً وراءه حبَّات الدفن التي كانت تسقط مِن ثقوب الجراب . وبعد ساعة تتبَّع الجُند آثار الدفن على الأرض حتَّى وصلوا في النهاية إلى نقب كبير كان