responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القصص التربوية نویسنده : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 187

وقد كان هذا الطلب فُرصة مُناسبة ومُهمَّة للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ، والمسلمين الذين كانوا يعيشون ظروفاً صعبة ، وكان الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأنصاره وموالوه يُدركون ـ جَيِّداً ـ أنَّهم إذا استغلُّوا هذه الفرصة بشَكل جيِّدٍ ، وإذا استطاع مبعوث الرسول (صلى الله عليه وآله) تعريف الإسلام إلى أهل المدينة بطريقة صحيحة وحكيمة ، وجعلهم يعتنقونه ويؤمنون بما جاء به القرآن الكريم ؛ فإنَّ نجاحاً عظيماً ومكسباً مُهمَّاً سيكون مِن نصيب المسلمين ، الذين ستكون المدينة بالنسبة إليهم قاعدة مُهمَّة ، ينطلقون منها لنشر دعوتهم وجهادهم ضِدَّ المُشركين ، الذين كانوا يحكمون مَكَّة بالظلم والاستبداد ، والكَبت والضغط ، وسيكون بإمكان المسلمين التعاون مع أهل المدينة في نشر المعارف الإسلاميَّة ، وزَلزلة كيان الشرك والظلم في مَكَّة .

وكانت المَرَّة الأُولى التي يطلب فيها أهل مدينة كبيرة يسودهم الخلاف مِن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) إرسال مبعوث لهم ، وكانت المَرَّة الأُولى التي يُقرِّر فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) إرسال مبعوث خارج مَكَّة .

مِمَّا لا شكَّ فيه أنَّ الذي يتمُّ اختياره لهذه المُهمَّة الخطيرة ، ينبغي أنْ يكون كفوءاً مِن جميع الجِهات ، وأهلاً لهذه المُهمَّة ؛ حتَّى يستطيع تسوية الخلافات المُزمنة بين قبيلتي الأوس والخزرج ، ونشر جوٍّ مِن المَحبَّة والأخوَّة بين أفرادها مِن جِهة ، ويعمل مِن جِهة ثانية على نشر الإسلام ، والدعوة له بشكل صحيح يترك أثره في القلوب ويشدُّ إليه الألباب .

وقد اختار النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) مصعب بن عمير الشابَّ مِن بين كافَّة المسلمين ـ شيوخاً وشبَّاناً ـ ومِن بين جميع أصحابه وأنصاره ، مبعوثاً له إلى المدينة لأداء هذا الأمر المُهمِّ . (فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لِمُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ ـ وكانَ فَتى حَدثاً ـ .. وأمَرَهَ رسول الله بِالْخُرُوجِ مَعَ أسعد ، وقد كان تَعَلَّمَ مِنَ القُرْآنِ كَثيراً) .

وقد دخل مصعب المدينة وهو في عُنفوان شبابه ، وقلبه مُفعم بالإيمان وبدأ مهامَّه

نام کتاب : القصص التربوية نویسنده : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست