نام کتاب : الفن القصي في القرآن الكريم نویسنده : خَلَف الله، محمد جلد : 1 صفحه : 434
و في سورة القمر بدأ سرد القصة أن ثمود كذبت بالنذر و وصفوا النذير بالكذب و استبعدوا نزول الذكر عليه من دونهم و أن اللّه أرسل الناقة فتنة لهم و أن واحدا منهم تعاطى و عقرها فأرسل عليهم صيحة فغدوا كهشيم المحتظر.
و يعقّب الباحث أن الاختلاف في القصتين قوي و ليس ثمة سبب لذلك إلا إختلاف المقاصد و من ثم اختلاف البناء و التركيب. أي كما يؤدي التشابه في المقاصد إلى التشابه في البناء و التركيب... إلخ كذلك الاختلاف في البناء و التركيب... إلخ. إذن هي نظرية صحيحة أو رأي صحيح لا يتخلّف أثره في الحالين.
و يلفت المؤلّف إلى أن أجزاء أي قصة لا يمكن أن تعتبر كذلك إلا على أساس أن صاحب النص قد أراد هذا و أنه حين أنزله إنما أنزله على أنه جزء من قصة هذا النبي أو ذاك و هذا ما لم يقل به أحد فضلا عن أنه يخالف أسباب النزول.
و من ثم يذهب خلف اللّه إلى أن هذه الأجزاء نزلت لا لتكملة قصة سابقة بل لتحقيق أغراض مغايرة مختلفة بإختلاف الظروف و المناسبات. و سبب آخر هو التكرار الكثير الذي حظيت به بعض أقاصيص عدد من الأنبياء مثل لوط، شعيب، صالح و أن نمعن الفكر في مسألة توزيع أجزائها فسوف نتأكد على الفور أن الكلام لا يستقيم... لما ذا؟
لأن الأحداث و الأشخاص واحدة في ذات القصة فكيف يتأتّى توزيع الأجزاء؟إن ذلك لن يستقيم بحال من الأحوال. و يقرّر خلف اللّه اعتقاده بوجوب النظر إلى هذه الأقاصيص باعتبار أن كلا منها مستقلة و ليست أجزاء يكمّل بعضها البعض، فهي عرض أدبي للحادث تختلف ألوانه بإختلاف أغراضه و يضرب مثلا لشخصية تاريخية تصاغ من أحداث حياتها قصص متعددة لكشف جوانب مختلفة فيها، و يعدّها ظاهرة رقي فني قدّم القرآن مثلا منها صح معها التحدي لهذا التكرار الذي لم يفهم على وجهه.
و هكذا استطاع خلف اللّه أن يعلّل تعليلا علميا و فنيا هذه الظاهرة التي لم تفهم الفهم السديد، و أضاف نقطة هامة لرصيد القرآن في الإعجاز-و كان حريا بمن ناوأ خلف اللّه أن يدرك ذلك الصنيع و يقدّره له حق قدره و يحمده عليه-كما أنه كشف من ناحية أخرى عن غيرة المؤلّف على القرآن و تنزيهه عن المطاعن بمنهج علمي رصين لا يخلو من قدر وفير من الأدب و الفن.
نام کتاب : الفن القصي في القرآن الكريم نویسنده : خَلَف الله، محمد جلد : 1 صفحه : 434